الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:
أنا كمراهق أريد أن أسألك سؤالا: لقد لاحظت في المدرسة انتشار ظاهرة التلميس أو بمعنى أن يأتي أحد ويقوم بلمس عضو الآخر على سبيل المزاح، فهل هذا يعتبر من اللواط أو الشذوذ الجنسي؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنه لا يجوز لرجل أن يلمس من جسد رجل آخر ما لا يجوز له النظر إليه منه ولو كان من باب المزاح، ويتأكد هذا في العورة المغلظة. وإن كان هذا من باب التلذذ فهو حرام إجماعاً فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، أن التلذذ بلمس الأمرد والنظر إليه حرام باتفاق المسلمين. وقال صاحب مغني المحتاج: ويحرم نظر الأمرد بشهوة بالإجماع، ولا يختص هذا الأمر بالأمرد، بل النظر إلى الملتحي وإلى النساء المحارم بشهوة حرام مطلقاً. وهذا العمل من الشذوذ الجنسي ولكنه لا يبلغ درجة اللواط الموجب للحد، وقد ذكر ابن الحاج في المدخل أن اللوطية على مراتب، فمنهم من يتمتع بالنظر وهو محرم لأن النظر إلى الأمرد بشهوة حرام إجماعاً، ومنهم من يتمتع بالمعانقة والملاعبة وغير ذلك، ومنهم من يفعل الفاحشة الكبرى. قال: ولا يظن ظان أن ما تقدم من الملاعبة والنظر أقل رتبة من فعل الفاحشة بل الدوام عليه يلحقه بها، لأنهم قالوا: لا صغيرة مع الإصرار، وإذا داوم على الصغائر وصلت بدوامه عليها كبائر. هذا وينبغي لأولياء أمور المراهقين أن يعتنوا برقابة أخلاقهم وتربيتهم، ويمكن أن يراجع في هذا كتاب تربية الأولاد في الإسلام لعبد الله ناصح علوان. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني