الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الوالدين لا تجوز فيما ينافي طاعة الله

السؤال

أنا فتى عمري 17 سنة، أحب الذهاب للمسجد يوميا وأحب أن أبقى فيه أكثر ما يمكن لأحفظ بعض القرآن، لكن أمي أوصـتني منذ مدة بعدم الذهاب لأن هناك الكثير من العيون التي تعمل لحساب الشرطة والحكومة هنا في تونس وخاصة الشباب وتمدهم بأسمائنا خاصة من يذهبون إلى صلاة الصبح، كما أن أبي سيغضب إن علم بأمري، وقد سبق أن غضب بعد أن أخبرته بأني أحفظ القرآن لأنه يظن أنني سأصبح بذلك من المتعصبين، ولكن كلاهما يفعلان ذلك خوفا علي، فكيف أوفق بين رضا والدي والعبادة، خاصة أنني الآن أذهب خفية عنهما إلى المسجد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن حق أبويك عليك عظيم وبرهما من آكد الواجبات، ولكن طاعتهما لا تجوز في ما ينافي طاعة الله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. وقوله صلى الله عليه وسلم: السمع والطاعة على المرء المسلم في ما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة. متفق عليهما. وقوله صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد وصححه السيوطي والألباني. وأما إذا كنت تخاف عيونا تتابع المصلين في المساجد وتعطي أسماءهم للشرطة لتعاقبهم وتؤذيهم، فإن الخوف هو أحد الأعذار المبيحة للتخلف عن الجماعة، وانظر ذلك في الفتوى رقم: 15085. لكن يجب التنبه إلى أن الخوف المعتبر عذراً عن التخلف هو الخوف الذي يستند إلى أسباب موجودة وليس مجرد أوهام أو شائعات، وراجع في هذا الباب الفتوى رقم: 3198. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني