الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رحمة الله واسعة وفضله عظيم

السؤال

هل الشخص الذي فعل ذنوباً كثيرة جداً فى حق الله سبحانه وتعالى هل إذا تاب إلى الله يعفو الله عنه ويغفر ذنوبه كلها ولا يبالي، وينجيه من عذاب القبر والآخرة، ويكون من الآمنين فى الآخرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد روى الترمذي من حديث أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة. , وروى أحمد والطبراني مثله. وثبت في البخاري ومسلم واللفظ للبخاري من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنساناً ثم خرج يسأل فأتى راهباً، فقال له: هل من توبة؟ قال: لا، فقتله فجعل يسأل، فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا فأدركه الموت فَنَاَء بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأوحى الله إلى هذه أن تقربي وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقال قيسوا ما بينهما فوُجِد إلى هذه أقرب فغفر له. فهذا رجل أسرف في القتل حتى بلغ من قتلهم بغير حق مائة نفس، لكن لما صدق في التوبة غفر الله له ومحا ذنوبه العظام، رغم أنه لم يعمل خيراً قط سوى صدق اللجوء إلى الله تعالى، فرحمة الله واسعة وفضله عظيم، وراجع الفتوى رقم: 26255. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني