الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن تمكنت منه العادة السرية حتى أوهنت بدنه

السؤال

السلام عليكم سؤالي هذا ليس سؤالا عن فتوى ولكن يمكن اعتباره نصيحة مفيدة لي إن شاء الله. مارست العادة السرية طويلاً وكثيراً حتى وهنت قواي الجنسية وأصبحت أشعر بالعجز عن الزواج بسبب كثرة إدماني لها فهل هناك أمل أم لا؟ وهل إذا أقلعت عنها أسترد قواي كما كانت؟ أعرف أنها حرام لكن أرجوك ساعدني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فما دمت تعرف أن العادة السرية حرام فلا نطيل عليك بذكر الأدلة وأقوال العلماء، ولكن نحيلك إلى الفتوى رقم: 7170، ليطمئن قلبك وتزداد إيمانًا مع إيمانك. ومع ذلك نسألك لماذا الإصرار على هذه العادة القبيحة المضرة بالصحة، وأنت تعلم أنها لا تجوز؟!! وقد أضرت بك بالفعل، لعل السبب الأول لذلك هو ضعف الشخصية وقلة العزيمة على تركها والابتعاد عنها، مع إغواء الشيطان وكثرة المغريات والفتن. فعليك أن تقوي عزيمتك، وتشد من إرادتك، وتتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً، وتنوي ألا تعود إليها في ما بقي من عمرك. كما أن عليك أن تكثر من الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وأن تعوِّد نفسك على الأذكار المأثورة، وتذكر مراقبة الله تعالى لك، وأنه مطلع على أعمالك وأسرارك، لا تخفى عليه خافية. كما أن عليك أن تبتعد عن أسباب الفتن والمغريات التي تثير الغريزة، وإذا تعرضت لشيء من ذلك أو صادفك فتذكر قول الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ[النور:30]. كما أن عليك أن تعف نفسك بالزواج إن استطعت أو بالصوم، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء رواه البخاري ومسلم. فإذا فعلت هذا وما تستطيع من أعمال الخير مع المحافظة على ما فرض الله تعالى عليك، فستجد نتيجة ذلك -إن شاء الله تعالى- قوة في البدن، ونورًا في الوجه، وانشراحًا للصدر. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني