الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قراءة (فلا يخاف عقباها) (ولا يخاف)

السؤال

أحد المصاحف كتب فيه (فلا يخاف عقباها) بدلا من: (ولا يخاف) في سورة الشمس وقد علمت أن هذه إحدى القراءات المتواترة ولكن كيف يجوز كتابتها في المصحف بهذا الشكل وهي تخالف الرسم العثماني؟.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كلمة فَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا بسورة الشمس كتبها الصحابة رضوان الله عليهم في المصاحف التي وزعت على الأمصار بأمر من الخليفة الثالث أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه بالفاء في مصحف المدينة، ومصحف الشام، ولهذا قرأها نافع المدني، وابن عامر الشامي بالفاء. أما باقي المصاحف فإنها كتبت فيها بالواو وَلا يَخَافُ ولهذا قرأها الباقون بالواو اتباعًا لخط المصحف. قال الداني في المقنع في رسم القرآن: في مصاحف أهل المدينة والشام (فلا يخاف) بالفاء، وفي سائر المصاحف (ولا يخاف) بالواو. وهي آخر ما تحدث عنه الخراز في نظمه لرسم المصاحف فقال: (ولا يخاف) عوض الواو بفا ==== للمدني والشامي والآن وَفى وبهذا تعلم أن القراءة تابعة لما رُسم في المصحف، وربما كان الرسم يحتمل جميع أوجه القراءات وهو الأكثر في اختلاف القراءات. وربما كتب في المصحف ما لا يحتمل إلا قراءة واحدة، فيقرؤه من كتب في مصحفهم بما كتب. ومن أمثلته ما أشار إليه السائل الكريم، ومنها كلمة تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ[التوبة:100] ، ومنها: هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ[الحديد:24]. والصحابة هم الذين كتبوا ذلك في المصاحف بناء على ما استقر في العرضة الأخيرة، وعلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: نزل هذا القرآن على سبعة أحرف. رواه البخاري ومسلم وغيرهما. وبناء على حفظ الصحابة وأخذهم لهذه الحروف من فم النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني