الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعلم الشيطان أحوال الإنسان

السؤال

سمعت أن الإنسان إذا جهر بمخاوفه وأفكاره سيستخدمها الشيطان ضده، هل هذا صحيح؟ وسمعت أيضا أنه لا يستطيع أن يعرف ما في قلب الإنسان، فهل هذا صحيح أيضا؟ تفضلوا بإفادتي بما عندكم في هذا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنه لا يعلم ما في قلوب العباد إلا خالقها - سبحانه وتعالى - قال عز وجل: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ[غافر:19]، وقال تعالى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ[النحل:19]، وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ[آل عمران:119]. فلا إنس ولا جن ولا ملك ولا رسول يعلم ما في قلوب العباد إلا إذا شاء الله ذلك بوحي يوحيه إلى نبي أو رسول، فإذا جهر المرء بما في قلبه وأبداه وسمع ذلك منه إنسي أو جني، حصل لهم العلم بما في قلبه بسب هذا الجهر والإعلان، وينبني على ذلك سعيهم في جلب النفع له أو دفع الضر عنه، ولا يملكون حصول ذلك إلا بإذن الله تبارك وتعالى، قال عز وجل عن آلهة المشركين: قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ [الشعراء:72، 73]، وقال صلى الله عليه وسلم: ...واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رواه الترمذي وأحمد وغيرهما، وصححه الألباني. وليُعلم أن للجن تصرفات وقدرات تفوق ما عند البشر، حيث يستطيعون رؤيته والاطلاع على أحواله دون أن يعلم. قال عز وجل عنهم: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ[الأعراف:27]. والله نسأل أن يحفظنا ويحفظك من مردة الجن والشياطين، وأن يجعل بيننا وبينهم حجابًا من حفظه، إنه على كل شيء قدير. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني