الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعوة إلى الله من أفضل العبادات

السؤال

هل الدعوة إلى الله من العبادات؟ ولماذا يفصل بينها وبين العبادة عند وصف هذه الأمّة بأنها أمّة عبادة ودعوة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالدعوة إلى الله تعالى عبادة من أفضل العبادات التي يتقرّب بها المتقرّبون إلى الله؛ ولذلك اصطفى الله تعالى لها من خلقه الأنبياء والرسل، وجعل أتباعهم ورثتهم، فقال عز وجل: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: العلماء ورثة الأنبياء. رواه الترمذي، وغيره، وصححه الألباني.

ولعل الذي يجمع بين العبادة والدعوة فيعطف أحدهما على الآخر، يقصد التنبيه إليها من بين العبادات، فيقول: ديننا دين عبادة ودعوة، فيكون من باب عطف الخاص على العام؛ لبيان فضيلته، أو مزيته، أو تنبيه الناس إليه، كما قال الله تعالى: مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ [البقرة:98]، فقد ذكر جبريل وميكائيل بعد ذكر الملائكة، مع أنهما من الملائكة قطعًا، لكنه لما أراد التنبيه عليهما خصوصًا، ذكرهما منفردين؛ عطفًا للخاص على العام.

وقد يقصد من يقول مثل هذا القول، أن يبين لبعض من يعتقد أن الإسلام ينحصر في الشعائر الظاهرة -كالصلاة، والحج-، فيريد أن يبين لهم أن الإسلام أعمّ من ذلك، فهو يشمل الدعوة، وغيرها من شعب الإيمان الكثيرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني