الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج والعنوسة كلٌّ مقدر بأسبابه

السؤال

هل الفتاة التي يتقدم لها الكثير من العرسان وترفضهم بدون تفكير هل من الممكن أن يكون فيهم الشخص الذي هو نصيبها المكتوب لها عند الله، وبسبب رفضها ضاع منها نصيبها الذي حدده لها الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فكل ما قدره الله وكتبه للعبد لا بد أن يقع، فلا راد لقضائه سبحانه، ولا معقب لحكمه، فإذا كان سبحانه قدر لك الزواج من شخص، فسيقع ما قدره سبحانه حتما، ولا يستطيع أحد رده. ولكن لا بد من التنبه إلى أن الله سبحانه قدر الأشياء بأسبابها التي توصل إليها، فإذا قدر على سبيل المثال إنبات الأرض قدر أسباب ذلك من بذر الحب وحرث الأرض ونزول المطر ونحوه مما يتوقف إنبات الأرض عليه، ولا تنبت بدونه. وإذا قدر سبحانه أن تحمل الزوجة بولد، قدر أسباب ذلك، من زواج وجماع.. الخ، وإذا قدر لك الزواج قدر أسباب ذلك، من اهتمام بالخاطبين، وتفكير جدي في الزواج، ونحو ذلك. وبالجملة، فكل ما قدره الله من أحوال العباد وعواقبهم، فإنما قدره بأسباب يسوق بها المقادير، والله خالق الأسباب والمسببات، وإذا عرفت هذا، عرفت أن الزواج مقدر بأسبابه، وليس مقدرا بلا سبب، وكذلك العنوسة وعدم الزواج قدره بأسبابه التي منها رفض الخاطبين بدون تفكير، وكل ذلك بقدر الله -السبب والمسبب- ونحن مأمورون من الله تعالى بالأخذ بالأسباب لتحصيل ما ينفعنا ونفع ما يضرنا، فمتى رجوتِ أن تتزوجي دون الأخذ بأسباب ذلك، كنت واهمة، ونسأل الله أن يوفقك ويشرح صدرك ويقيك نزغات الشيطان. وراجعي لزاما الفتوى رقم: 20441، والفتوى رقم: 19045، والفتوى رقم: 20304. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني