الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تبطل الطهارة والصلاة بالشكوك الوسواسية

السؤال

أعاني من مشكلة خروج الريح منذ فترة، حيث لا أدري إن كان حقا خروج ريح أم لا؟ المشكلة أني أسمع أصواتا، وحركات في الدبر، ولا أدري هل خرجت ريح أم لا؟ وأحس بذلك عند معظم الصلوات، وفي معظم أوقات اليوم، ولا أدري إن كان يخرج مني أم لا؟
وأنا أعاني من مشكلة كثرة الغازات، علما أنها ليست لها رائحة، بل فقط أصوات، وحركة داخل الدبر؛ مما يجعلني أتوضأ كثيرا، وأعاود الصلاة أيضا؛ فأصبحت تشق علي صلاتي، خاصة الفجر.
بعد قراءتي لعدة مواضيع، ظننت أنه سلس ريح، فقلت أتوضأ لكل صلاة، قلت إنه وسواس، ولكن لا أدري إن كان خروج الريح حقيقة أم لا؟ لأنها أصوات وحركة داخل الدبر. المشكلة سماع الأصوات تجبرني على إعادة الصلاة، وإذا صليت بالمسجد أعيدها مرة أخرى في البيت إذا سمعت صوتا، علما أنه إذا كان يخرج غاز في الحقيقة، فهو يخرج بدون إرادتي. والمشكلة الأكبر صلاة الجمعة، ولكن لا أعلم هل هذه الأصوات خارجة من الدبر أم من المستقيم القريب من الدبر (هل يمكن خروج الريح بدون إرادتي؟)
فماذا أفعل؛ لأن الصلاة أصبحت ثقيلة بعد أن كانت سهلة، ولم أعد أخشع في الصلاة؟
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر من سؤالك، أن لديك بعض الوساوس، نسأل الله تعالى أن يشفيك منها, وننصحك بالإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها؛ فإن ذلك علاج نافع لها.

كما يظهر من قولك: "ولكن لا أعلم هل هذه الأصوات خارجة من الدبر أم من المستقيم" أن خروج الحدث هنا مشكوك فيه, والأصل بقاء الطهارة، فلا تبطل إلا بيقين, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 187277.

وبالتالي، فلا تلتفت إلى ما تجده, فإذا سمعت تلك الأصوات التي تشك في مصدرها وأنت في الوضوء, فأكمله, ولا شيء عليك.

وإذا كنت في الصلاة سواء كانت جمعة, أو غيرها, فأكملها فهي صحيحة, ولا تقطعها, ولا داعي لإعادة وضوئك, ولا صلاتك, فإن ذلك من الوسوسة, والالتفات إليه يوقعك كثيرا في الحرج, ويجعل الوساوس تتمكن منك أكثر، نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني