الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذم السؤال من غير ضرورة

السؤال

هل يجوز إعطاء الزكاة والصدقة للخال القادر على العمل لكسله وحبه للسؤال من أقربائه، ولا يرضى إن أعطيناه القليل، وهو يتكبر عما يرضى به السائل، بقوله كيف تعطوني القليل وأموالكم كثيرة! ما الحكم الشرعي في التعامل معه، وهل يجوز زجره وعدم إعطائه شيئا، وهل يجوز لنا أبناء أخته طرده، وللعلم هو صاحب عيال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنه ينبغي التنبيه إلى أمرين: أولاً: أن الخال المذكور إذا كان قادراً على العمل ولكنه يتكاسل عنه، فلا يستحق الزكاة، كما في الفتوى رقم: 11254. ولكن إذا كان عياله محتاجين للنفقة فيجوز دفع الزكاة إليهم نظراً لحاجتهم. ثانياً: ينبغي نصح هذا الشخص بالبعد عن السؤال مع التنبيه على الوعيد المترتب عليه، ففي الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم. وهذا لفظ البخاري، والمزعة: القطعة؛ كما في فتح الباري. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمراً، فليستقلّ أو ليستكثر. كذلك أيضاً نصحه بالابتعاد عن التكبر مع فقره فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم، قال أبو معاوية: ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زانٍ وملك كذاب وعائل مستكبر. رواه مسلم وغيره. وتنبغي لكم معاملة خالكم برفق ونصحه، والبعد عن الإساءة إليه، فإن له رحما وحرمة، وتنبغي لكم صلته بشيء من صدقاتكم أو هداياكم لا من الزكاة. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني