الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعظم الحقوق بعد حق الله وحق رسوله

السؤال

أنا عندي مشكلة أخي الصغير عمره 19 سنة سبب مشكلة في البيت مع الوالد والوالدة وإخواني، عاصٍ في كل الأمور حتى أنه يرفع صوته على الوالدة وإذا نصحه الوالد بشيء يرد عليه بهمجيه وعدم اهتمام للموضوع وما في البيت إلا أنا وهو فقط من الذكور؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا شك أن أخاك قد أخطأ خطأ عظيماً في هذه المعاملة مع والديه، لأنه رفع الصوت على الوالدة ورد على الوالد بهمجية، كل هذا عقوق. وذلك أن حق الوالدين من أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى وحق رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قرن الله سبحانه وتعالى الأمر بالإحسان إلى الوالدين بالأمر بعبادته وعدم الإشراك به، فقال عز وجل: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [النساء:36]. ونهى سبحانه وتعالى عن التأفف للوالدين الذي هو أدنى مراتب الإساءة، ونهى عن أن ينهرهما، وأمر بإلانة القول لهما، فقال عز وجل: فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء:23-24]. وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين من أكبر الكبائر فقال: ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين. رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري من حديث أبي بكرة رضي الله عنه. فالواجب على أخيك التوبة إلى الله عز وجل من هذا العقوق، كما أن الواجب عليك أن تسعى في إصلاح أخيك، وذلك بأن تنصحه بالرفق والإحسان إلى الوالدين، وترغبه في ذلك بالآيات والأحاديث النبوية بالأسلوب الحسن، وكذلك بأن تبحث له عن رفقة صالحة تعينه على الخير وأن تحاول أن تبعد عنه رفقاء السوء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وكذلك حاول أن ترغبه في حضور حلقات العلم والوعظ، وسماع الأشرطة الإسلامية المفيدة والمحاضرات النافعة، مع الإكثار من الدعاء لعل الله سبحانه وتعالى أن يشرح صدره لبر والديه ويهدي قلبه لذلك، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني