الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما معنى المرجفون؟ واذكر الآية التي وردت فيها هذه الكلمة؟
-قال تعالى (والفتنة أشد من القتل) ما المقصود بالفتنة في هذه الآية؟
-ما المقصود بهذه الآية (فبهت الذي كفر)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالإرجاف هو الخوض في الأخبار السيئة وذكر الفتن، قال في لسان العرب: أرجف القوم إذا خاضوا في الأخبار السيئة وذكر الفتن، قال الله تعالى: وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ [الأحزاب: 60]. والمرجفون هنا تعني المنافقين: قال تعالى: لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ [الأحزاب: 60]. قال القرطبي: أهل التفسير على أن الأوصاف الثلاثة لشيء واحد. (14/218). وأما عن سؤالك الثاني: فإن الفتنة في الآية الكريمة يقصد بها محاولة الكفار إرجاع المسلمين عن دينهم. قال القرطبي: والفتنة أشد من القتل: أي الفتنة التي حملوكم عليها وراموا رجوعكم بها إلى الكفر أشد من القتل. (2/348). وأما عن سؤالك الثالث: فمعنى فبهت الذي كفر: هو تحير ودهش وانقطعت حجته، كما في تفسير البغوي وغيره، والمعنى يمكنك أن تفهمه كاملا إذا عدت إلى أول الآية، وكانت تقص محاجة بين نبي الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم وبين الملك الكافر. قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [البقرة:258]. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني