الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإمام الراتب أحق بالإمامة من غيره

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
وتقبّل الله صيامكم
ماهي حقوق الإمام على المصلين، وهل إذا تأخر الإمام قليلاً عن مواعيد الإقامة ينتظر أم يقدّم غيره للصلاة بالناس، وكم ينتظر، وما هو حكم صلاة الجماعة إذا أقاموا الصلاة دون انتظار الإمام ؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الإمام الراتب هو الأحق بالإمامة، ومن حقه على المصلين ألا يتقدم عليه أحد إلا بإذنه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ولا تؤمن الرجل في أهله ولا في سلطانه، ولا تجلس على تكرمته في بيته إلا أن يأذن لك أو بإذنه. رواه مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه. وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أتى أرضاً له وعندها مسجد يصلي فيه مولى له، فسألوه أن يؤمهم فأبى، وقال: صاحب المسجد أحق. جاء في المقنع: وإمام المسجد أحق بالإمامة. ، وقال النووي: إن صاحب البيت والمجلس أحق، وإمام المسجد أحق من غيره. ثم أن التقدم على الإمام في الإمامة بدون إذنه افتئات عليه وكسر لقلبه، وسبب في أسباب نشر الفوضى بين المصلين، وزرع العداوة والبغضاء. فإذا تأخر الإمام عن موعد الإقامة يُنتظر ولا يقدم غيره، إلا إذا تجاوز الإمام ما تعارف عليه أهل المسجد من حاله في الإقامة، وقام عندهم اليقين على تغيبه، فتشرع لهم إقامة الصلاة وتقديم الأولى في الإمامة، كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، وإن كانوا في السنة سواء، فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء، فأقدمهم سلماً. رواه مسلم. وإذا أقاموا الصلاة دون انتظار للإمام فقد اعتدوا، وعلى المصلين الامتناع عن مشاركة مغتصب الإمامة، بل ومنعه من ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، وصلاتهم صحيحة على كل حال. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني