الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحدث بالمعصية ذنب ينضاف إلى فعلها

السؤال

أول شيء أحب أهنئ كل العاملين في هذا الموقع الرائع الذي فيه خير المسلمين، ونسأل الله تعالى أن يثيبنا وإياهم على ما قدموه من فائدة، السؤال: رجل عمره أكثر من 70 سنة يتفاخر بمعاصيه في الماضي وحاولت أن أجعله لا يفاخر بالسوء ولكنه في كل مرة يكرر ما فعله في الماضي من كلام وأفعال يقشعر لها البدن، كيف أجعله يبتعد عن هذه العادة خاصة أنه يهمني جداً، أفيدوني أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن التحدث بالمعصية بعد فعلها ذنب خطير ينضاف إلى فعل المعصية، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 28218.

وعلى هذا فالواجب على هذا الرجل أن يتقي الله تعالى ويقلع عن المعاصي والمجاهرة بفعلها، خاصة أنه قد تجاوز عمرا أعذر الله إلى أصحابه، قال الله سبحانه: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ [فاطر:37]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة. رواه البخاري.

قال ابن حجر في الفتح نقلا عن ابن بطال: إنما كانت الستون حدا لهذا لأنها قريبة من المعترك، وهي سن الإنابة والخشوع وترقب المنية، فهذا إعذار بعد إعذار لطفا من الله تعالى بعباده.

وليتذكر هذا الرجل قول النبي صلى الله عليه وسلم: أعمار أمتي ما بين ستين إلى سبعين وأقلهم من يجوز ذلك. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

أما أنت أيها الأخ الفاضل فإياك أن تدع نصح هذا الرجل وإرشاده إلى الحق، بل داوم على موعظته وتخويفه من عقاب الله تعالى إذا لم يتب، واستعن على ذلك بسؤال الله تعالى ثم بالأشرطة والكتيبات وبمن تراه مؤثراً من أهل الخير والصلاح، فالأمر خطير جداً، ونسأل الله تعالى أن يمن علينا وعليه بالهداية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني