الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاسترسال بالتخيلات المثيرة مدعاة لارتكاب المحرمات

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا فتاة في التاسعة عشرة من العمر تقريباً، أعاني كثيراً من تخيل صور منكرة أي تخيل علاقات ومداعبات جنسية بين رجل وامرأة وقد حاولت ترك الأفلام والمسلسلات ونجحت إلى حد ما، وقد كنت من الممارسين لرسم الأشخاص ولكني والحمد لله تركته باقتناع لأني أرى أنه أحد العوامل التي تؤدي إلى تخيل تلك الصور، ومع هذا لازالت هذه الصور تلازمني أنا أشعر بأن ما أفعله ذنب، ولكن ما أفعله مشابه لتخيل الزوج والزوجة للجماع وهو حلال، سؤالي هو: هل ما أفعله حرام وما الدليل النقلي والعقلي على ذلك، وما الفرق بينه وبين ما يحدث عند الزوجين علماً بأني لست متزوجة؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الخواطر العابرة التي تمر بالإنسان من حديث نفس أو تخيلات لا يترتب عليها إثم مادامت كذلك، أما الاسترسال فيها وتمتيع الخاطر بها فلا ينبغي للإنسان أن يشغل نفسه به لما فيه من تعريض النفس للمثيرات والوساوس الشيطانية؛ ولأنه مدعاة إلى ارتكاب المحرمات، وبالتالي فهو وسيلة إلى الحرام، يدل على ذلك ما رواه البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم: لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها.

والأولى بالمسلمة أن تشغل ذلك الفراغ بما يعود عليها بما ينفعها في دينها ودنياها، ولا تترك الشيطان يلعب بها، فهي مسؤولة عن وقتها فيما أفنته؟ ولمزيد الفائدة راجعي الفتويين التاليتين: 8685، 8993.

ولتعلم الأخت السائلة أن الاسترسال في هذه التخيلات قد يتحول إلى نوع إدمان فيصبح المرء أسيراً لها، وقد أحسنت بترك مشاهدة الأفلام والمسلسلات، وننصحك بشغل وقتك فيما يعود عليك بالفائدة، وراجعي الفتوى رقم: 35373.

ولا قياس بين ما تفعلينه من تخيل لصور منكرة بين رجل وامرأة وبين تخيل الزوجين للجماع؛ لأن الزواج عقد بين رجل وامرأة على سنة الله ورسوله يبيح لأحدهما الاستمتاع بالآخر والنظر إلى عورته؛ فضلاً عن تخيل الجماع معه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني