الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلة الرحم تشمل الذكر والأنثى

السؤال

نحن فتيات نريد أن نعرف ما الواجب علينا أن نفعله اتجاه أهلنا من صلة الرحم حيث إن الأمور معقدة إلى حد ما بحيث إننا لا نحب أن نذهب إلى أقاربنا بعد انفصال أبي وأمي خوفا من الإحراج ولسبب آخر أكثر عقلانية هو أن العائلة لا يوجد بها بنات في مثل أعمارنا وكلهن متزوجات وأن الرجال بها كثير ونحن لا نريد أن نجلس معهم ولا نحرج أحدا علما بأن كل بيت من بيوت اعمامنا أو عماتنا به أولاد وكلهم يفكرون في الزواج بنا في المستقبل ونحن نخاف إن ذهبنا أن يقولوا إننا أتينا بسبب عرض أنفسنا عليهم. ولكنى أشعر أننا مذنبون اتجاههم ولكنهم لا يأتون إلينا إلا في الأعياد، أفيدونا افادكم الله.
مع خالص الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فصلة الرحم هي إحدى المسائل التي اعتنى بها الشرع الحنيف وحذر من قطعها وقرن ذلك بالإفساد في الأرض، قال تعالى:{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}(محمد:22)

والأدلة الموجبة لصلة الرحم تشمل الذكر والأنثى، ولايوجد نص يخرج المرأة من هذا العموم.

ثم إن الصلة ليست لها كيفية محددة يلزم بها كل أحد، وإنما مدارها على العرف، فما تعارف الناس على أنه صلة فهو صلة، وما تعارفوا عليه أنه قطيعة فهو قطيعة.

وعليه فإذا كان يحرجكن أو لا يصح لكن أن تقدمن على أو لئك الأهل، لما في علاقات الأسرة من تعقيد، أو لما يوجد من الرجال أو لما تخشينه من الاتهام بعرض أنفسكن على هؤلاء أو لغير ذلك فلا بأس أن تلجأن إلى طريقة أخرى للصلة كالمراسلة كتابيا، وكالاتصال بالهاتف، وإرسال الهدايا ونحو ذلك.

ولستن مذنبات طالما أنكن معذورات في عدم الحضور إلى بيوت هؤلاء الأقارب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني