الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر الزمان والمكان في شريعة الإسلام

السؤال

الإخوة الكرام حياكم الله وأثابكم، هل تتطور الأحكام الشرعية وتتغير بتغير الزمان والمكان، وهل ما حدث مع الإمام الشافعي رضوان الله عليه عند قدومه مصر، وما كان من تأثير ذلك على مذهبه يرقى كدليل أولي على صدق ما نزعمه مما قد يسمى بنسبية الأحكام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأصل في الأحكام الشرعية هو أنها ثابتة لا تتغير بتغير الزمان ولا المكان لأنها شرعت لكل زمان ولكل مكان، ولكن هذه الأحكام قد تختلف في بعض الحالات باختلاف الواقع المنزلة عليه، ومنها ما يمكن أن يتغير تبعاً لتغير الزمان والمكان.

والتي تتأثر بهذا في الغالب إنما هي الأحكام الاجتهادية المبنية على المصلحة أو القياس والعرف ونحو ذلك، وما أسميته ما أسميته بنسبية الأحكام لا يمكن أن يخرج عن هذا الإطار، وراجع الفتوى رقم: 14485.

وأما عن قدوم الشافعي -رحمه الله تعالى- إلى مصر وما حدث لمذهبه من التأثر فإنه لا يعد تأُثيراً للبيئة المكانية، وإنما هو تجدد اجتهاد واتساع في العلم، إذ لو كان التغير الذي حدث لمذهبه هو لمحض تغيير المكان لكان التغير في تلك الأحكام خاصا بأهل مصر، ولبقيت أحكام مذهبه في العراق كما كانت في القديم، ولم يقل بذلك أحد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني