الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطفل في صغره يحتاج إلى الحب والشفقة

السؤال

أنا متزوج منذ أكثر من 10 سنوات لي طفلة واحدة عمرها الآن 8 سنوات، زوجتي كانت تعامل ابنتنا بطريقة لا أتحملها فكانت تضربها وعمرها لا يزال أشهراً واستمرت بذلك رغم رفضي وإرشادي إلى أن أتى يوم كان فيه عمر ابنتنا السنتين، قامت زوجتي بسحب ابنتنا من يدها بشدة لأنها فعلت خطأ، مما اضطرنا للذهاب إلى المستشفى وعمل الأشعة وظلت الطفلة لمدة أسبوعين لا تستخدم يدها من الألم الوالدة كفت عن الضرب بعد هذه الحادثة إلا أنها لا تتوانى في تعنيف الطفلة يومياً لأتفه الأسباب وبالصوت العالي والتهديد والوعيد، وهي لا ترى ما تفعله خطأ بل تقول هكذا تفعل كل الأمهات، ومن النادر أن أرى زوجتي تقبل ابنتي بل من الصعوبة أن تشتركا في أي نشاط والسبب هو رفض زوجتي أن تلاعب الطفلة أو أن تسايرها في عمرها، زوجتي الآن تريد طفلاً وأنا حائر بين الشرع الذي حسب ما لدي من معلومات لا يؤيدني في رفض طلبها، وبين إحساسي بل ويقيني أن طفلنا لن يكون سعيداً بسبب ما سيتحمله من والدته من قسوة وسوء معاملة، بالإضافة إلى الأيام العصيبة التي ستمر علي طيلة السنين القادمة حيث ستتكرر نفس الحياة القاسية التي مررت بها عند تربية طفلتي الأولى، خاصة وأن طبيعة عملي لا تترك لي وقتا كافيا لأعوض أولادي عن الحنان والرعاية المفقودة في البيت، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أباح الشرع تأديب الطفل الذي في سن يعي فيها الغرض من التأديب، ومن تأديبه أن يضرب إذا لم يفد فيه غير الضرب، واستدل القائلون بهذا بحديث: مرو أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع. رواه أبو داود. وراجع في كيفية الضرب وضوابطه الفتوى رقم: 14123.

وعليه، فقد أخطأت هذه الأم في ضرب ابنتها في سن لا تعي فيها أي شيء، وفي الشدة عليها والغلظة، وفي مجافاتها وعدم ملاعبتها وحرمانها من العطف والحنان، فإن الطفل في صغره يحتاج إلى الحب والشفقة، وأن يلاعب ويدرب على الأخلاق الفاضلة والحرف النافعة، ويؤخذ بالفضائل ويبتعد عن الرذائل، وكل ذلك في جو من المرح والسكينة، بعيداً عن التدليل والإهمال والشدة والعنف.

ومع هذا، فإن للأم الحق في الإنجاب وفي استكمال لذتها من الجماع، فلا تفكر في قطع ذلك عنها، فقد يطرأ لها من الرشد والتجربة ما يجعلها تحسن تربية أولادها في المستقبل، وعليك بنصحها وتبيين الطرق الصحيحة للتربية لها، ولا بأس بأن توفر لها الكتيبات والصحف التي تتحدث في هذا المجال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني