الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخلع يكون بما يتفق عليه الزوجان

السؤال

عندي مشكلة مع أخت زوجتي وحماتي، والآن مع زوجتي. أخت زوجتي الصغيرة (28عاما ) تعيش في الحرام مع طليقها ( 53 عاما ) الذي طلقها أكثر من7 مرات، والشيوخ الذين كانوا يقولون بأن هذه الطلقة لاتحسب أو تلك لاتحسب لا يستطيعون ذلك الآن، والنتيجة أنهم يعيشون مع بعض مثل الأزواج، والمصيبة الكبرى أن حماتي الحاجة ( حج و4 عمرة) تعلم بذلك وتسكت ثم تقول: وماذا أصنع حسابهم عند ربنا وتذهب عندهم وتأكل معهم مثل زوج ابنتها بالضبط وتعمل له ألف حساب. ومع شديد الأسف فإن حماتي محجبة ولكن بتلبس نصف كم وتقف في البلكونة وهي لابسة قميص نوم وترقص في الديسكو وتتباهى أنها رقصت لمدة ساعتين وتنزل المياه في العين السخنة وشرم الشيخ لابسة بنطلون وقميص أبيض على اللحم، ويمكن أن تتخيل منظرها وهي خارجة من الماء، ثم تجلس فى المجالس وتقول: أنا أصلي طوال الليل وأقرأ القرآن طوال الليل وهي فعلا تفعل ذلك وتصوم الإتنين والخميس أيضا، المهم أن زوج ابنتها عندما يتشاجر معهم يقول بالحرف الواحد لها: إن أمك كذا و تفعل كذاعلينا وحماتي سمعت ذلك عدة مرات منه ورغم ذلك مبسوطة. ( نسيت أن أقول إن هذا الرجل غني جدا جدا والأخت ضبطته عدة مرات مع سيدات كثيرة وفي أوضاع مخلة أيضا وهي راضية لأنها تحبه ) وأيضا يذهب إلي العمرة آخر عشرة أيام من رمضان من كل عام، وبسبب هذه الأوضاع أنا شايل نفسي بعيدا عن ذلك ولكن لا أستطيع منع زوجتي من زيارتها، وبسبب الحرية المطلقة إلي الأخت المطلقة فهي تذهب إلى الإسكندرية مع شلة بنات وشرم الشيخ وهنا في القاهرة تسهر حتى الساعة الثانية صباحا في المقاهي وهكذا، وبسبب ذلك زوجتي الآن تريد الطلاق وأنا أرفض، فعملت قضية خلع وأول جلسة يوم 11\9 \ 2004، وقد رفعت هذه القضية لأني أرفض أن تذهب مع أختها إلى هذه الأماكن، وحتى كتابة هذه السطور لا تزال زوجتي موجودة في شرم الشيخ مع أختها وطليقها وبعض البنات الأجانب منذ أسبوع بالضبط بسبب القضية، وأنا لا أستطيع منعها وإذا منعتها تقول طلقني، وبرغم ذلك مازلنا نعيش في بيت واحد وفى سرير واحد ونمارس الجنس مع بعض لأنها مازلت زوجتي وليس في ذلك أي مشكلة. أتمنى من الله ذلك. وحماتي تقول البنت تحتاج إلى حرية وما الحرج في أن تسافر 4 مرات في السنة بمفردها، كل مرة عدة أيام طالما فيه ثقة ( على فكرة الأب توفي من 15 عاما ) وإذا قلت الدين تقول الحاجة حماتي هذا كان أيام الرسول ( صلى الله علية وسلم ) وليس الآن. وأنا و زوجتي حججنا منذ 4 سنوات ولكنها تحجبت 3 أشهر فقط وبحجة الصداع خلعت الحجاب ولاتصلى أيضا وذلك بحجة أنها لا تستطيع عمل شعرها كل يوم، وإذا لم نمارس المعاشرة الزوجية لاتصلى أيضا، وملابسها لا تمت إلي الإسلام بصلة. ومشكلة الخلع أنني كتبت كل شيء باسمها والقانون يقول إنها تتنازل عن المهر والمؤخر فقط ولكن الشرع الذي سيحاسبنا به ربنا عز وجل يقول ردي له حديقته وهي موافقة على التنازل عن المهر فقط والمؤخر.
فهل عند حضراتكم كلمة لزوجتي الحاجة والأم الحاجة، كلمة من الكتاب الشريف والأحاديث يمكن يكون فيها هداية إليهم، أتمنى ذلك، ونصيحة لي. وأنا حتى الآن أدعو لزوجتي أن يبارك الله عز وجل لي فيها ويهديها، وللعلم ليس بيننا أولاد وليس عندي عيب ولا هي أيضا و في 8 سنوات عملنا كل حاجة كل التحاليل ولكن أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد. وأنا مازلت أحب زوجتي وهي مازالت تحبني وتقول ذلك لي طوال الوقت وإذا دعوت الله تبارك وتعالى أن يخلينا لبعض تقول يارب وإذا قلت ربنا ما يحرمنا من بعض تقول يارب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكان مما ينبغي لك قبل الزواج أن تختار من عرفت أنها ذات دين لما أرشد له النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه الشيخان من حديث أبي هريرة.

وأما الآن فالذي ننصح به زوجتك هو أن تتقي الله وتطيعك في كل ما تريد منها مما لا معصية فيه، وألا تطلب منك الطلاق، ففي رضا الزوج عن زوجته يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما روته أم سلمة رضي الله عنها: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة. أخرجه الترمذي وحسنه. ويقول فيما رواه الترمذي بإسناد حسن: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. وروى أصحاب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة.

وننصح كذلك أهل زوجتك بالابتعاد عن إفسادها عليك، فإن تخبيب الزوجة ذنب كبير. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده. رواه الإمام أحمد وأبو داود وصححه الألباني. كما ننصحكم جميعا بالابتعاد عن المعاصي فإن الله قريب لا ينام، وسينبأ كل امرئ بما قدم وأخر.

وفيما يتعلق بالخلع فإنه يقع بالذي تتفقان عليه، سواء كان قدر الذي أخذته الزوجة من الزوج أو أقل أو أكثر، قال تعالى: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ {البقرة: 229}. وراجع فيه فتوانا رقم: 8649.

والذي ننصحك به أنت هو أن تحاول إصلاح زوجتك وحملها على تطبيق أوامر الله، وتسعى بمثل ذلك لسائر أصهارك، فإن أيقنت أن زوجتك لا تستجيب لذلك فالأحسن مفارقتها والبحث عن امرأة صالحة، تعينك في دينك ودنياك. واعلم أن ترك الصلاة إن كان مع إنكار وجوبها فهو كفر بالإجماع، وإن كان للكسل فقالت طائفة من أهل التحقيق: إنه كفر أيضا، وقال آخرون: إنما هو من أكبر درجات الفسوق.

وعلى كل؛ فلا خير في البقاء مع امرأة مصرة على ترك الصلاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني