الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الإسلام في المشاهدات والمكاشفات

السؤال

ما حكم الإسلام في المشاهدات, والمشاهدة هي رؤية في اليقظة, كما جاء في تفسير كتاب الإحسان للأستاذ عبد السلام ياسين مرشد جماعة العدل والإحسان.و جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المشاهدات والمكاشفات تقع من أولياء الله الصالحين ومن إخوان الشياطين، فإذا كان صاحبها متبعا للرسل كان هذا الخارق عنوانا على البر والتقوى، كما صح عن عمر أنه نادى سارية فقال: ياسارية الجبل. وهو على بعد آلاف الأميال عنه. وإن كان صاحبها غير متبع للرسل فلا بد أن يكذب ويكذبه شيطانه، ولا بد أن أن يكون في عمله ما هو إثم مثل خوارق السحرة التي لا مكان لها عند العقلاء ولا كرامة لها عند العلماء. قال الإمام الشافعي: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة، وقال أبو اليزيد البسطامي: لله خلق كثير يمشون على الماء لا قيمة لهم عند الله ولو نظرتم إلى من أعطي الكرامة حتى يطير فلا تغتروا به حتى تروا كيف هو عند الأمر والنهي وحفظ الحدود المحرمات . وعليه فإن كانت هذه المشاهدات تشتمل على ترك شيء من الواجبات أو فعل شيء من المحرمات أو التزام شيء من العبادات لم يرد فيه نص شرعي، فليعلم صاحبها أنه مخدوع ممكور به قد طمع الشيطان فيه فلبس عليه، وإن كان صاحبها مستقيما على الإيمان والسنة فهي كرامة له وإن كان أولياء الله يخفون الكرامة ولا يلتفتون إليها ويعلمون أنها نعمة يجب شكرها ويخشون أن تكون ابتلاء لا يثبتون فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني