الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

جزاكم الله خيراً، ما هو الاحتساب لله، و ما هو حكمه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الاحتساب له عدة معان، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: الحسبة لغة: اسم من الاحتساب، ومن معانيها: الأجر وحسن التدبير والنظر، ومنه قولهم: فلان حسن الحسبة في الأمر إذا كان حسن التدبير له.

ومن معاني الاحتساب البدار إلى طلب الأجر وتحصيله، وفي حديث عمر: أيها الناس احتسبوا أعمالكم، فإن من احتسب عمله كتب له أجر عمله وأجر حسبته. واسم الفاعل المحتسِب أي طالب الأجر.

ومن معانيها الإنكار يقال: احتسب عليه الأمر إذا أنكره عليه. والاختبار يقال: احتسبت فلانا أي اختبرت ما عنده.

والحسبة اصطلاحا: عرفها جمهور الفقهاء، بأنها الأمر بالمعروف إذا ظهر تركه، والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله. اهـ.

ولعل هذا المعنى الأخير هو ما قصده السائل في سؤاله، وحكمه أنه فرض كفاية -إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين-، وقد يتعين على الشخص في أحوال، قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية إذا قام به بعض الناس سقط الحرج عن الباقين، وإذا تركه الجميع أثم كل من تمكن منه بلا عذر ولا خوف، ثم إنه قد يتعين كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو، أو لا يتمكن من إزالته إلا هو، وكمن يرى زوجته أو ولده أو غلامه على منكر أو تقصير في المعروف. اهـ.

ويراد بالاحتساب -رأيت في كلام الموسوعة- طلب الأجر ورجاء الثواب من الله تعالى، وهذا شائع في النصوص الشرعية، كما في الحديث: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.

قال ابن حجر في فتح الباري: واحتساباً أي طلباً للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه.

فالاحتساب بهذا المعنى هو أن يكون الباعث على العمل طلب الأجر من الله عز وجل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني