الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا بد من تجديد النية عند إهداء ثواب العمل للميت

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلا م على سيدنا محمد النبيى الكريم أما بعد: سـؤالي: منذ 10 سنوات نويت أن يكون كل ما أقوم به من عمل خير أو قراءة قرآن أو تسبيح ثوابه أجعله على 3 بحيث يكون الثلث لوالدي والثلث لوالداتي والثلث لي أنا هل تكفي تلك النية مرة واحدة ولا يجب عليّ إعادة النية في كل مرة؟ وهل يصل هذا الثواب لمن أقدمه لهم؟
جزاكم الله خير الجزاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي عليه إجماع أهل العلم هو أن الصدقة والدعاء يصل ثوابهما إلى الميت، واختلف العلماء فيما سوى ذلك من أعمال التطوع كالصيام والصلاة وتلاوة القرآن، فمنهم من قال بوصولها ومنهم من قال بعدم الوصول، وراجع في جميع هذا فتوانا رقم: 3406.

وقد رجح كثير من أهل العلم انتفاع الحي أيضاً بالعمل الذي يهدى إليه ثوابه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 27233.

أما بخصوص عدم استحضار نية إهداء ثواب العمل الصالح عند القيام بالعمل مع تقدم نية إهداء الثواب على نحو ما ذكر السائل، وهل يلحق الثواب بتلك النية السابقة أم لا، فالجواب عنه والله أعلم أن النية السابقة لا تفيد، وذلك أن إهداء الثواب من باب الهبات، والإنسان لا يصح شرعاً أن يهب ما لا يملك ويستأنس لهذا بما قاله بعض العلماء في أنه لابد من قول المرء عند إهداء الثواب: اللهم إن كنت أثبتني على هذا فقد جعلت ثوابه أو ما شاء منه لفلان..

وقال صاحب المحرر: من سأل الثواب ثم أهداه كقوله: اللهم أثبني على عملي هذا أحسن الثواب واجعله لفلان كان أحسن.

وعليه، فإن النية السابقة لا تكفي ليكون ثواب الأعمال اللاحقة واصلا لمن أريد له، بل لابد من تجديد إهداء الثواب عند كل عبادة، أو بعدها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني