الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دفع الوساوس وعدم الاسترسال معها

السؤال

أنا شاب عمري 22 عاما. الحمد لله بدأت الالتزام منذ عام و الحمد لله لم يتمكن الشيطان من الدخول إلى منذ هذا الوقت حيث بعدت عن الشهوات ؛ ولم تفتني صلاة؛ أصلي السنن ؛ أقرأ القرآن ؛ ابتعدت عن الأغاني والكليبان ,وغيره من الأعمال السيئة .
و لكن منذ فتره بدأت أعاني من حالة غريبة بدأت تهمس في أذني أشياء منكره تتعلق بالله . تدخل على ذهني كلمات عابرة والعياذ بالله سباب وأشياء منكرة لا أستطيع التحدث بها تتعلق بالله ولا أستطيع إخمادها فكيف أعيش وأعبد الله وهذه الأشياء تتوارد على ذهني .
هل أنا الآن كافر و العياذ بالله هل هذه وساوس شيطان هل هذه هواجس نفس أم ماذا ؟
قرأت أن من سب الله ورسوله يقتل هل هذا ينطبق علي و قرأت أيضا(( أن الله عز و جل عفا عن أمة سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام ما تتحدث به أنفسهم ما أن تتكلم أو تفعل)) هل بكتابتي هذه الرسالة أو استشارة أحد الشيوخ هل هذا تحدث أم لا وهل سيغفر لي الله عز و جل أم أعاقب أم ماذا فأفتوني ماذا أفعل هل أمارس حياتي العادية أم أقضيها كلها في العبادة لعل الله عز و جل أن يغفر لي.
أرجوكم الرد بسرعة وإرسال الرد على email أنا أحتقر نفسي أفتوني وجزاكم الله كل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد لله الذي من عليك بنعمة الهداية قبل أن يدهمك الموت وأنت مقيم على معصية الله، وكفى بذلك نعمة.

واعلم أن ما اشتكيت منه من الوساوس التي تطرأ عليك لم يسلم منها أحد حتى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لا تسترسل معها، وادفعها ما استطعت فإنها لا تضرك ، واعلم كذلك أن من رحمة الله أنه لا يحاسب ابن آدم على ما حدث به نفسه ما لم يتحول حديث النفس إلى اعتقاد أو عزم على الفعل، وإن إرسالك لنا أو استشارتك لأهل العلم ليس من هذا القبيل، فهون على نفسك.

هذا، ونوصيك بالتالي:

1- اقرأ القرآن بتدبر، فإنه شفاء لجميع أمراض القلوب وعللها. قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء: 82}.

2- اذكر الله كثيرا بأن تحافظ على الأذكار الموظفة لجميع الأحوال في اليوم والليلة وخاصة أذكار الصباح والمساء، والنوم، وبعد الصلوات، وإن أجمع كتب الأذكار كتاب "حصن المسلم" للقحطاني و"مختصر النصيحة في الأذكار والأدعية الصحيحة" للشيخ محمد إسماعيل.

3- حافظ على الوضوء في غالب الوقت.

4- ابتعد عن المعاصي بقدر المستطاع وخاصة المعاصي المتعلقة بالنظر.

5- انخرط في سلك الشباب المسلم المتمسك بالدين واطلب معهم العلم النافع.

6- ادع الله أن يشرح صدرك وأن يلهمك رشدك وأن يكفيك شر نفسك والتمس في ذلك أوقات الإجابة ومن أعظمها ثلث الليل الآخر حيث النزول الإلهي، ولمزيد بيان انظر الفتاوى رقم: 58804 ، 55958، 59400 والفتاوى المتفرعة منها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني