الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه.

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. أنا في كثير من الأحيان أقول في نفسي والله إني أحبك يا الله يا رب أنت عسل . شكرا لك يا أصيل. وأقول هذا كثير جدا لا سيما عندما أقع في مصيبة. إنني أخشى أن يكون هذا حراما لأنه فيه وصف لله ليس من أسمائه جل وعلا. أفيدوني جزاكم الله الفردوس.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقولك إنك تحب الله أو تقسم بالله أنك تحبه - سبحانه - فنرجو أن يكون ذلك موافقاً لما في القلب، لأن هذا من كمال الإيمان، لقوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما….الخ الحديث" الذي رواه البخاري ومسلم. أما قولك عن ربنا ـ سبحانه ـ أنت عسل ومخاطبتك له سبحانه يا أصيل.
فهذا لا يجوز لأن أسماء الله وصفاته توقيفية، فلا يجوز لأحد أن يسمى الله إلا بما سمى به نفسه، أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم، فيقول في دعائه "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك…الخ" رواه أحمد.
وقال سبحانه (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه...) [الأعراف: 180] ودعوته باسم لم يسم به نفسه، ولم يسمه به رسوله صلى الله عليه وسلم قد تكون من الإلحاد في أسمائه، ولا يخفى ما في ذلك من خطر. وإذا ألمت بك مصيبة فعليك بالذكر والدعاء المشروع من مثل قوله سبحانه: ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ، ودعاء ذي النون ( لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ، واصبر على ذلك، وادع الله بتفريجها، والجأ إليه سبحانه بالعبادة والتذلل، فإن مع العسر يسراً.
والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني