الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير الآيات من 6 إلى 10 من سورة الجن

السؤال

أود معرفة تفسير الآيات من الآية 6 إلى الآيه10من سورة الجن ومعرفة مدى قدرة الإنسان على تسخير الجان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالآيات المشار إليها وردت في سياق حديث القرآن الكريم عن الجن في السورة التي تسمى باسمهم. قال الله تعالى: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً*وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً*وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً*وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً*وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً{الجـن:6ـ10}. قوله تعالى: "وأنه كان رجال.." قال أهل التفسير: كان الرجل من عرب الجاهلية إذا أمسى في واد قفر وخاف على نفسه.. نادى بأعلى صوته: يا عزيز هذا الوادي أعوذ بك من السفهاء الذين في طاعتك، يريد الجن وكبيرهم، فإذا سمعوا بذلك استكبروا وقالوا: سدنا الجن والإنس.. فذلك قوله تعالى: "فزادوهم رهقا"، أي تكبرا وعتوا.. وقيل: زادوهم رهقا، أي إثما... "وأنهم ظنوا كما ظننتم" أي ظن الجن كما ظننتم أيها الإنس أنه لا بعث بعد الموت، أو لا يبعث الله رسولا إلى عباده وهو أنسب للسياق. وقالت الجن: "وأنا لمسنا السماء". أي أتيناها "فوجدناها ملئت حرسا شديدا"، وهم الملائكة الذين يحرسونها من استراق السمع "وشهبا" جمع شهاب وهو النجم المضيء "وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع" أي كنا نقترب ونستمع، فالآن حين حاولنا الاستماع بعد بعث محمد صلى الله عليه وسلم رمينا بالشهب، والرصد ما أعد وأرصد للشيء. "وأنا لاندري أشر أريد بمن في الأرض" بإرسال محمد إليهم فيكذبونه فيهلكون. "أم أراد بهم ربهم رشدا" وهو أن يؤمنوا فيهتدوا، وقيل: لا ندري أشر أريد بمن في الأرض بحدوث الرجم بالكواكب أم صلاح.

وأما ما يتعلق بقدرة الإنسان على تسخير الجن فراجع فيه الفتوى رقم: 5701.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني