الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القرآن معجزة الله الخالدة الصالحة لكل زمان ومكان

السؤال

هناك بعض الناس ولا أقول المسلمين لأنهم أبعد ما يكونون عن الإسلام في حياتهم اليومية يسألون:لماذا لم يذكر القرآن الكريم أي شيء عن الحيوانات المنقرضة مثل الديناصورات ولم يذكر أي شيء عن الحياة على كوكب الأرض قبل أن يُخلق آدم عليه السلام مع العلم أن القرآن هو الكتاب التاريخي الوحيد الموثوق بالنسبة للمسلمين.فوجهة نظرهم كما فهمت مبنية على أساس أنه لم تذكر هذه الأشباء في القرآن إذن فهي لم تكن موجودة وهذا غير معقول لأن الاكتشافات دلت على وجود هياكل عظمية ومستحاثات لهذه الحيوانات وسؤالي هو كيف نرد على مثل هذا السؤال؟و جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالقرآن الكريم هو المعجزة الخالدة، الصالحة لكل زمان ومكان، وقد تضمنت آياته الكريمة كل ما يحتاجه الناس من أمر دينهم ودنياهم، وما يحقق مصالحهم، وتضمن أيضاً كثيرا من الحقائق التاريخية والعلمية التي قد اكتشف الناس بعضها لما تطورت الاكتشافات العلمية، وقد يكون الباقي عليهم أكثر لأنهم ما أوتوا من العلم إلا قليلاً.

وقد وردت آيات كثيرة تشير إلى وجود مخلوقات لم تكن معروفة من قبل، مثل قوله تعالى: وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ {النحل: 8}.

وورد فيه ما يدل على وجود حياة قديمة تحصل منها العبرة للمتأمل، نحو قوله تعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ {يوسف: 109}.

أي كيف كانت نهاية الذين من قبلهم.

ولا شك أن نهاية تلك الحياة قد تعني من بين ما تعني نهاية وجود الديناصورات على القول بأنها كانت موجودة، وورد أن في القرآن أنباء لا تتجلى حقائقها وكيفياتها إلا بعد حين، قال تعالى: لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ {الأنعام: 67}.

والمسلم لا يتغير إيمانه بأن القرآن كتاب صدق ذكرت فيه أمور كثيرة، ولكن الاطلاع على كل ذلك قد لا يتاح إلا في الأزمنة والآجال التي أرادها الله.

وفي ما ذكر كفاية لمن كان ذا أذن صاغية إلى الحق، وإن يكفر به قوم فقد وكل الله به قوما ليسوا به كافرين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني