الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل المحبة بين الزوجين

السؤال

أخبرتني زوجة أخي أنها قرأت في كتاب اسمه شمس المعارف من كتب سورة ياسين 41 مرة ووضعها في ماء وطلب من الله طلبا ثم شرب هذا الماء أو شربه غيره تيسر له هذا الأمر إن شاء الله . هي جربتها وانفتح نصيبها بإذن الله . فهل هذا صحيح ويجوز العمل به أم شعوذة . وإن كان هناك بعض الطرق الإسلامية المشروعه لتحبيب الزوجة بزوجها ما هي؟ هل ما يسمونه بورق المحبة بآيات قرآنية حلال أم حرام .جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الوسيلة المثلى لحصول المحبة بين الزوجين هي التزامهما بشرع لله، فإن المطيع لله يحبه الله ويستجيب دعاءه ويحببه لخلقه فعليكم بالالتزام بالطاعات المفروضة والاكثار من النوافل. وفي الحديث: إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيجبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض. رواه البخاري. وفي الحديث القدسي: من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع بعه وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه. رواه البخاري. ومن الوسائل المشروعة المرغب فيها المعاشرة الحسنة والصبر على الأذى ودفع السيئة بالحسنة وإفشاء السلام والتهادي. فقد قال الله تعالى: وعا شروهن بالمعروف. وقال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}. وفي الحديث : لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم. رواه مسلم. وفي الحديث: تهادوا تحابوا. رواه مالك والبخاري في الأدب وأبو يعلى والبيهقي. وحسنه الألباني. ومنها البعد عن المعاصي فإن المعاصي سبب للحرمان وسبب لوقوع البغضاء بين الناس، فقد عاقب الله النصارى بها لما عصوا وكفروا، كما قال تعالى: وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ {المائدة: 14}. وفي الحديث: ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما. رواه البخاري في الأدب وصححه الألباني والأرناؤوط. وفي الحديث: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد وابن حبان والحاكم وحسنه الألباني والأرناؤوط. ومنها تزين كل منهما للآخر وحرصه أن لا يرى رفيقه منه ولا يشم إلا شيئا طيبا. ومنها تعرف كل منهما على ما يدخل السرور إلى قلب صاحبه فيفعله له. هذا ولا نعلم دعاء معينا ولا آيات محدودة ثبت الدعاء بها لتحقيق المحبة بين الزوجين إلا أنه نص أهل العلم على جواز دعاء العبد ربه بما شاء من خير الدنيا والآخرة. قال خليل في مختصره في الفقه المالكي: ودعا بما أحب وإن لدنيا. ويشهد لهذا ما في الحديث: ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع. رواه الدارمي وصحح حسين أسد سنده. وراجع في موضوع شمس المعارف وتحديد عدد معين من قراءة يس لقضاء الحاجات وغير ذلك الفتاوى التالية أرقامها مع إحالاتها: 47331 ، 15070 ، 23784 ، 49629 ،52165 ، 54646 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني