الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الحياء المحمود والخجل المذموم

السؤال

لي الشرف العظيم أن أسألكم بسؤالي هذا: لم أجد حلا مناسبا لإبعاد خجلي هذا إذ يبعدني عن الذهاب إلى المسجد؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحياء خلق الإسلام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: الحياء شعبة من الإيمان. رواه البخاري ومسلم، وقال أيضاً: الحياء خير كله. رواه مسلم.

ولا منافاة بين الحياء وقوة القلب، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، ومع ذلك كان أشد حياء من العذراء في خدرها!!

هذا وقد فرق العلماء بين نوعين من الحياء، النوع الأول ممدوح وهو المراد في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المادحة له، وهو ما يمنع النفس من فعل القبيح والتقصير في حق ذي الحق، وهذا النوع من الحياء من خصائص الإنسان ليرتدع عن ارتكاب كل ما يشتهي مما لا يليق فلا يكون كالبهيمة.

وأما النوع الثاني من الحياء، فهو الحياء المذموم وليس هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا النوع من الحياء مذموم شرعاً لأنه يحول بين المرء وبين قول الحق وفعل الخير، فقد يصده عن طلب العلم الواجب ويجر صاحبه إلى فعل المحرمات والوقوع في الكذب ويجر إلى ترك الواجبات والفرائض، فهو تلبيس من الشيطان وليس بحياء في الحقيقة.

هذا وإن الحياء المذموم حالة مرضية وهو ناشئ عن أسباب منها سوء التربية في الصغر، ولدفع هذا الحياء المذموم عن النفس أسباب علاجية يعرفها المختصون، فاعرض نفسك على اختصاصي في الصحة النفسية من أهل الدين، أو تواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا (الشبكة الإسلامية)، وننصحك بأن تستمع لمحاضرة بعنوان (الخجل) للشيخ محمد إسماعيل المقدم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني