الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإعراض عن الوساوس أنفع علاج

السؤال

أنا فتاة في العشرين من عمري مصابة بوسواس الطهارة والغسل منذ ما يقارب العام حيث إنني أغتسل تقريبا يوميا وأحيانا 3 مرات في اليوم لمجرد الشك أو الاحتياط إلى فصارت حياتي جحيما لا يطاق لم أعد الفتاة التي اعتاد أهلي أن يروها لم أعد ألعب مع أبناء أخواتي الصغار الذين كانوا متعلقين بي ولم أعد أستمتع برمضان مثلما كنت أعشقه ولا أريد انتهاءه، ولكنني ولله الحمد قررت التخلص منه ولكنني أريد التأكد من بعض الأشياء وهي: أنا قررت عدم إدخال منديل في فرجي لأتأكد من نزول إفرازات أم لا ولم أعد أفتش ملابسي لأن الشيطان يهيئ لي بأن في ملابسي نجاسة أو منيا فلم أعد أفتشها أبدا لأنني غير متزوجة ولا أمارس العادة السرية الحمد لله، فهل فعلي صحيح، تأتيني في الليل حكة عند المهبل بسبب الحرارة فأقوم من دون وعي مني بالحك ليلا وعندما أستيقظ صباحا أجد تغيرا في لون ملابسي عند مكان الحك فأقوم بالحك بملابسي فأجد إنهما متطابقان تماما فأجزم بأن هذا ليس منيا فلا أغتسل، فهل فعلي صحيح، كثيرا ما صرت أصلي مؤخرا وأنا شاكة في طهارتي وخاصة صلاة الفجر بسبب المشكلة المزمنة التي ذكرتها سابقا والمتعلقة بالحك حيث أصلي وأنوي الاغتسال صباحا من باب الاحتياط، ولكنني أقوم بهذا مجاهدة لدفع الشيطان ولكنه يوسوس لي ويقول إن من صلى بغير طهارة كافر فهل لكم نصحي في هذه الحكة بالتفصيل لأنني أريد العيش مثل الناس وأريد الاستمتاع بعبادتي؟ جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنحمد الله تعالى الذي وفقك للتخلص من هذه الوساوس التي كانت تلازمك، وعليك أن تستمري في الإعراض عنها وعدم الالتفات إلى ما يخيل إليك سواء كان في باب الطهارة أو الصلاة، واعلمي ان هذه الوساوس من الشيطان، وليس ذلك حرصا منه على صحة عبادة المسلم، ولكن يريد أن يشككه في كل شيء حتى يصل به إلى الشك في الاعتقاد، ولا دواء لهذه الوساوس إلا بالالتجاء إلى الله تعالى والإعراض عنها ومخالفتها، ولبيان أسباب التغلب على الوساوس راجعي الفتوى رقم: 51601.

واعلمي أن المبالغة في إدخال المنديل للتأكد من نزول الإفرازات من التنطع في الدين، وكذلك التفتيش في الملابس فدعي ذلك كله، فإذا تحققت أمرا عملت على مقتضاه، وإن لم تتيقني فدعي عنك الأوهام، وكذلك فيما يترتب على الحك ليلا فإنه ليس بالضرورة أن يخرج شيء بمجرد الحك، وإن خرج فلا يلزم أن يكون منيا.

وإن كان الخارج غير مني وجب غسله وغسل الموضع الذي أصيب من الملابس فقط ،هذا كله عند التحقق أو الظن القوي، أما إن كان هذا كله مجرد أوهام فلا تلتفتي إليه ولا داعي للاغتسال، وعليك إذا قمت إلى الصلاة أن تتوضئي بعد الاستنجاء وتصلي ولا تبالغي في شيء من الطهارة، ولبيان علامة المني والفرق بينه وبين المذي راجعي هاتين الفتويين: 19863، 4036، ولعلاج الوسوسة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 2860.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني