الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يحق للزوجة طلب التطليق بالضرر البين

السؤال

زوجي دائما يهينني ويتلفظ بألفاظ بذيئة وقد اعتاد على كلمة علي الطلاق وسوف أطلقك .فأنا لا أرغب به بسبب معاملته وقسوته وقلة احترامه لي، فهو معتاد على الصراخ والتسلط وهو عصبي جدا جدا يعصب لأمور تافهة وبسيطة ولكنه سرعان ما يثور. والمشكلة أنه بعد هذا كله يريدني أن أعامله بلطف واحترام وألاقيه بابتسامة وأتحدث معه بعد كل ما يحدث. ولكنني لا أقدر؟؟ فأنا دائما أخاصمه لأفعاله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كثرة الحلف مذمومة بصفة عامة. قال الله تعالى: وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ {البقرة:224}، وقال تعالى: وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ {القلم:10}. ويتأكد النهي إذا كان الحلف بالطلاق أو بغير الله تعالى، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت. رواه البخاري ومسلم.

ولهذا قال بعض أهل العلم:

وكثرة الحلف بالطلاق * فسق وعيب موجب الفراق

كما أن الضرر البين من الزوج لزوجته كالشتم والأذية بالكلام البذيء يُطَلَّق به، قال خليل في مختصره: ولها التطليق بالضرر البين، ولو لم تشهد البينة بتكرره.

وانطلاقا مما ذكر، فإن كنت ترغبين في البقاء مع زوجك، فانصحيه بالابتعاد عما ذكرتِه من سوء معاملتك وكثرة الحلف بالطلاق، وعامليه بلطف واحترام كما يريد، فإن ذلك أدعى لأن يعاملك معاملة حسنة.

وإن كنت لا ترغبين في البقاء معه، فلك أن ترفعي أمرك إلى المحاكم الشرعية وتطلبين الطلاق منه، اعتمادا على ما ذكرناه من النصوص.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني