الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القرآن ليس مجرد كتاب قصص أو تاريخ

السؤال

أنا عندي سؤال لماذا القرآن لم يقل عن أي رسول أو نبي في أمريكا أو الصين أو استراليا ولماذا لم يكشف عن القصص في الشرق والغرب أنا مسلم ولكني مؤمن ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله تعالى لم يذكر لنا كل الأنبياء والرسل ، وإنما ذكر لنا بعضهم فقط ، قال سبحانه وتعالى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ {غافر: 78 }

لكن الله تعالى قد أخبرنا أنه ما من أمة إلا وقد أرسل لها رسولا فقال سبحانه : وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ {فاطر: 24 } وقال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ {النحل: 36 } وقال تعالى : رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {النساء: 165 } فكون القرآن لم يذكر لنا أنبياء أرسلوا إلى أمريكا أو الصين أو استراليا لا يعني نفي ذلك ، أضف إلى ذلك أن بعض الأراضي لم تكتشف إلا في فترات متأخرة من عمر البشرية ، ويرجع الكثير من الدارسين أنها كانت خالية من البشر .

قال قتادة كما في كتب التفسير: كل أمة كان لها رسول. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم : 59579 .

ثم إن القرآن ليس مجرد كتاب تاريخ أو قصص ، وإنما وردت فيه القصص التي وردت لحكم بالغة منها ما بينه الله في قوله تعالى : وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {هود: 120 } وليس يلزم أن ترد فيه قصص الشرق أو الغرب .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني