الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحب الدراسة العلمية وتتعرض للوم الناس هل عليها حرج

السؤال

أنا طالبة بكلية الهندسة و أدرس الهندسة الالكترونية لأن ميولي علمية جدا ولم أنجح في دراسة المواد الأدبية والمشكلة هي أن الجميع يلومني بحجة أن ّذلك حرام و ضميري يؤنبني جدا و أنا على يقين أنني لن أنجح في دراسة أي تخصص عدا التخصصات العلمية البحتة فمارأي الدين في أمري علما أنني صليت صلاة الاستخارة. وجزاكم الله ألف خير. وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلقد ساوى جل وعلا بين الرجل والمرأة في أصل الخلق، وفي التكريم، قال تعالى: (وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون) [الأنعام: 98].
وقال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) [الإسراء: 70].
وساوى بينهما في أصل التكليف، وفي الحساب والجزاء. قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) [الذاريات: 56].
ولقد بين الباري جل وعلا أن المرأة مماثلة للرجل في الحقوق والواجبات، داخل الإطار الأسري، وللرجل عليها درجة، وهي: درجة القوامة على أمرها، والرعاية لشؤونها.
قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) [البقرة: 233].
وللمرأة تكوين يخالف الرجل (وليس الذكر كالأنثى) [آل عمران: 36]. فلها من العمل ما يلائم فطرتها، وليس هذا بعزل للمرأة عن كيان المجتمع، ولكنه صيانة لفطرتها، ومراعاة لطبيعتها.
وهذا في جملة الأمر، إلا أن المرأة قد تبرع في مجال يبرع فيه الرجال بحكم فطرتهم، ولا ينقص ذلك من قدر المرأة ودينها، طالما لم يؤد ذلك إلى طمس فطرتها، أو مخالفتها لأوامر دينها، وكان ذلك في إطار الحشمة والحياء، وقد دلت السنة على ذلك، فروى الأربعة إلا أبا داود عن أميمة بنت رقيقة قالت: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة، فقال لنا: "فيما استطعتن وأطقتن".
فكل ما تستطيعه المرأة وتطيقه مما لا يخالف الفطرة، ولا يخرجها عنها، فلها أن تعمل فيه، إذ قد تبرع المرأة في مجال للرجل فيه حظ أكثر منها، كما أن الرجل قد يبرع في مجال للمرأة فيه حظ أكثر من الرجل.
فالقتال في سبيل الله يقدر عليه الرجل أكثر من المرأة، ومع ذلك فقد يكون في النساء من تقاتل قتالاً أفضل من قتال كثير من الرجال، كما كان الحال مع نسيبة بنت كعب، وصفية بنت عبد المطلب، وغيرهما.
وبناء على ذلك فلا حرج في دراستك هذه ما دمت تتقين الله تعالى، وتراعين حدوده، وتلتزمين بحجابك وحيائك، وتجتنبين الاختلاط عند ممارسة المهنة. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني