الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فضل استلام الحجر الأسود والركن اليماني

السؤال

ما معنى الركن اليماني وما علاقته بالحجر الأسود وهل له قصة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالكعبة المشرفة - في وضعها الحالي - لها أربعة أركان: ركن الحجر الأسود، والركن الشمالي، والركن الغربي، والركن اليماني، وهو ما يمر عليه الطائف قبل مروره بالحجر الأسود. وسمي يمانيا لأنه في جهة اليمن.
وقد جاء في فضل مسحه واستلامه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطاً". رواه أحمد عن ابن عمر، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
والسنة أن يستلم الطائف الركن اليماني ولا يقبله، ولا يشير إليه إن عجز عن استلامه، ولا يكبر عند استلامه.
والمشروع أن يقول فيما بينه وبين الحجر الأسود: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار". كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد وأبو داود.
وأما الحجر الأسود فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نزل من الجنة، وذلك فيما رواه الترمذي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضاً من اللبن، فسودته خطايا بني آدم".
وجاء في فضل استلامه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "والله ليبعثنه الله يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق". رواه الترمذي عن ابن عباس، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
والمشروع استلامه وتقبيله، فإن شق ذلك استلمه بيده، وقبل يده، وإلا أشار إليه دون تقبيل. وقد دلت على ذلك السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ففي الصحيحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك".
وروى مسلم عن نافع قال: رأيت ابن عمر استلم الحجر بيده، ثم قبل يده وقال: "ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله".
وروى مسلم عن أبي الطفيل قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت، ويستلم الركن بمججن معه، ويقبل المحجن".
وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعير، كلما أتى على الركن أشار إليه بشيء في يده وكبر".
ولا يشرع استلام الركن الشمالي، ولا الغربي، لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى الشيخان من حديث ابن عمر أنه كان يقتصر على مسح الركنين: اليماني، والذي فيه الحجر.
وقد طاف معاوية رضي الله عنه فجعل يستلم الأركان الأربعة، فأنكر عليه ابن عباس رضي الله عنه، فقال معاوية: إنه ليس شيء من البيت مهجوراً، فقال ابن عباس: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة، ولم يستلم النبي صلى الله عليه وسلم من البيت إلا الركنين اليمانيين، فقال: صدقت" أخرجه أحمد والترمذي. والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني