الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الائتمام بمن يلحن في صلاته

السؤال

هل تجوز الصلاة وراء إمام:1- يقرأ القرآن بدون قواعد التجويد.2- يشكل الحروف بشكل خاطىء.3- حصل قد تكلم في الصلاة عندما أصلح له أحد المؤتمين.4-أصلح نسيان سجدة بسهو.أرجو أن تجييبوني على سؤالي, وبارك الله لكم في عملكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب العناية بقراءة القرآن ، قال الله تعالى : وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا { المزمل : 4 } ولا تصح الصلاة خلف من يبدل حرفا بحرف من سورة الفاتحة, أو يلحن لحنا يغير المعنى كأن يضم تاء ( أنعمت ) فهذا الشخص لا تصح صلاته إلا إن عجز عن التعلم, فإن عجز عن التعلم صحت صلاته ولا يصلي إلا بمثله ، فإن صلى بمن يحسن القراءة لم تصح صلاة المأموم لاقتدائه بمن لا يجوز له الاقتداء به ، وما ذكر محله إذا كان اللحن في الفاتحة ، أما في غير الفاتحة فيقول الإمام النووي : وإن كان اللحن الذي يغير المعنى في غير الفاتحة صحت صلاته وصلاة كل أحد خلفه ، لأن ترك السورة لا يبطل الصلاة فلا يمنع الاقتداء . انتهى من المجموع.

ويقول الإمام ابن قدامة رحمه الله : فإن أحال المعنى في غير الفاتحة لم يمنع صحة الصلاة ، ولا الائتمام به إلا أن يتعمده ، فتبطل صلاتهما . انتهى ، وأما كلام هذا الإمام في الصلاة فإن كان عمدا فإن صلاته باطلة, وإن كان سهوا أو جهلا وكان الكلام قليلا فلا يضر ذلك فعن معاوية بن الحكم السلمي قال : بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت : يرحمك الله . فرماني القوم بأبصارهم فقلت : واثكل أمياه ، ماشأنكم تنظرون إلى ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني، لكني سكت . فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي وأمي مارأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه ، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني . قال : إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن. رواه مسلم . وأما جبره للسجدة بسجود السهو دون الإتيان بها فمبطل للصلاة لأن السجدة ركن والأركان لا تجبر بسجود السهو دون الإتيان بها, وعليه وعلى من صلى معه إعادة تلك الصلاة. والحاصل أنه إن وجد غير هذا الإمام ممن يحسن أحكام الصلاة وتلاوة القرآن فهو الأولى, وإن لم يوجد أو امتنع الإمام عن التنازل عن الإمامة فلا مانع من الصلاة خلفه إذا كان لا يخل بالحروف ولا يلحن لحنا يغير المعنى كما ذكرنا سابقا, وفي حالة خطئه في الصلاة خطأ يبطلها يجب نصحه وإرشاده إلى تعلم أحكام الصلاة بلطف وحكمة ويؤمر بإعادة الصلاة .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني