الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تربية الأبناء لا يعادلها ثمن

السؤال

أنا امرأة متزوجة، أريد أن أعرف رأي الشرع في أن أترك ابني البالغين من العمر ؛ستة أشهر وسنة وثمانية أشهر؛ عند حاضنة لأذهب إلى العمل؛ علما وأن زوجي يعمل وحالتنا الاجتماعية متوسطة ؛ ليس لنا سيارة ونسكن على وجه الكراء منزلا متواضعا به أربع شقق.
جزاكم الله خيرا بأن توضحوا لي رأي الشرع.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل هو بقاء المرأة في بيتها تربي أبناءها وترعى شؤن بيتها بنفسها, وفي ذلك من المصالح ما لا يتحقق بدونه ويترتب على تركه من المفاسد ما الله به عليم. وقد بينا طرفا من ذلك في الفتوى رقم:25908، ولا ينبغي للمرأة أن تخالف ذلك الأصل فتخرج من بيتها وتترك تربية أبنائها للخادمة أو غيرها إلا لضرورة, فإن وجدت ضرورة إلى عملها فلها أن تعمل وفق الضوابط الشرعية المبينة في الفتويين رقم:522، 7550.

ولها أن تستأجر حاضنة لأبنائها, وقد بينا شروط ذلك في الفتوى رقم: 18210.

ولكنا ننبهك أيتها السائلة الكريمة على أن تربية الأبناء لايعادلها ثمن, ولك أن تشاهدي الواقع ومصير البيوت والأبناء الذين تربوا في أحضان المربيات.

وفي ذلك جناية على الأبناء والبنات, وأي جناية أكبر عليهم عندما يترك جانب تربيتهم على هؤلاء الخادمات، فيفقد الطفل الجانب العاطفي تجاه والديه، وأمه خاصة، فيفتقد هذا الحنان الذي هو العنصر الأساسي في التوجيه والإرشاد للأطفال.

فننصحك بتربية أبنائك ورعايتهم لتقر بهم عينك في الدنيا والآخرة بإذن الله, ولا تخرجي من بيتك إلا لضرورة أو حاجة بالغة . وليس من ذلك جلب المال الزائد عن الحاجة ومطاولة الأغنياء, ولكن لتوفير الطعام والشراب واللباس ونحو ذلك من الضروريات والحاجيات فنعم . إذا توفرت الشروط المبينة في الفتاوى السابقة لعمل المرأة واستئجار الخادمة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني