الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حق الوالد كبير وإن أساء إلى ولده

السؤال

في البداية أحب أن أشكر كل من ساهم في فض الخلافات التي تستشعر الكثير من الناس وأعانكم الله على حلها . والله مشكلتي هي أبي لا يريدني أن أكون حر التصرف في حياتي الخاصة ويريد أن يمتلكني كعبد ولا يريد أن يتركني لحالي كما أني لو قمت بالعمل معه قال إنى أسرق منه نقوداً طائلة في حين أنه مسافر في الخليج ولا يتعدى ما يبعثه لي في خلال السنة كلها إلا مبلغا عاديا مع زيادة المصاريف الهائلة سواء في العمل أو في البيت ولو حسبنا ما أنفقه من مصاريف يتعدى ما يرسله من مبالغ وفي نهاية الحوار أصبحت أنا مختلسا في نظره وكلام لا داعي لذكره ، أيضاً لا يريد مواجهتي في الحساب ولا أعرف لماذا طلبت منه أكثر من مرة ولا يريد أن يجلس معي ونتحاسب على المصاريف والنقود التي أرسلها وهو مقتنع كل الاقتناع أني اختلست منه النقود وأخذتها منه كما أنه لم يقل لي هذا الكلام ولكن أرسله عن لسان شخص آخر لا يمت لي بشيء وعندما اتصلت عليه لم يرد عليَّ ولكن أعطى التليفون لشخص آخر وقال إنه في مشوار ولم يبعث لي منذ عدة شهور أي نقود وعلى هذا الأساس أقمت حياتي الخاصة بنفسي أنا وأشق طريقي ولا أعرف ما هو الحكم في هذه الحالة أرجو الإفادة مع العلم أنني وأقسم بالله لم أتعد يوما على ماله ولم آخذ من ماله ما يقول عليه وعلى الرغم من ذلك بعون الله كنت أعمل بكل جهدي وطورت في العمل وأقمت أشياء لا يستطيع هو أن يقيمها والحمد لله أرجو الرد مع مراعاة أنه أوهذا يهني في نهاية المطاف أني أٌسأل عليه ولكن ما ذنبي أنا مما أنا فيه الآن لو قلنا حب لا أعرف لو قلنا كره لا أعرف لو قلنا .............؟ لم أعد أستطيع التفكير وما الحل وما العمل لإرضائه لا أعرف منذ سنة وأنا على هذا المنوال وللعلم أني الوحيد له ومنذ صغري ونحن على هذا المنوال لا يوجد ود ولا تفاهم مشترك أو أشياء معنوية كما يوجد بين الأب والابن أرجو ألا أكون أطلت في الحديث ؟ جزاكم الله خيراً .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنوصيك أخي الكريم بالصبر والتحمل ، فإن حق والدك عليك كبير فيجب عليك بره وطاعته في المعروف وإن أساء إليك ، وانظر الفتوى رقم : 55794 ، ومع نصحنا لك بطاعته والإحسان إليه فإن هذا لا يمنع أن تستقل بنفسك في تجارتك وأحوالك, وليس فعل هذا من العقوق ولا تركه من البر ، فعليك أن تحافظ على العلاقة التي بينك وبينه وأن تحسن إليه حسب طاقتك وقدرتك ، وإذا كان بيدك الوثائق التي تثبت أنك لم تأخذ من ماله ولم تختلس فأطلعه عليها, أو وكل بذلك من يُقبَلُ قوله عند والدك كعمك أو جدك أو صديق له ، وفقك الله لمرضاته .

والله أعلم .


مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني