الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلاة في البلاد التي يقترب فيها وقت الفجر من العشاء

السؤال

مستعجل جدا
التوقيت الصيفي و مواقيت صلاة الصبح و العشاء:
مع اقتراب فصل الصيف يتغير وقت الصلاة بشكل كبير في أوروبا، فصلاة الصبح تصل إلى حدود الساعة الثانية أو الثالثة صباحا في بعض الدول، و صلاة العشاء تقترب من منتصف الليل و أكثر أحيانا، و هذا أمر متعب جدا للمصلين لأنهم يشتغلون النهار كله ثمان ساعات.. لذلك صدرت مجموعة فتاوى في البلد الواحد، بالنسبة لصلاة الصبح موعدها الآن الساعة الثالثة إلا ربعا و الشروق على الساعة السادسة إلا ثلثا، أغلب المراكز الإسلامية يصلونها على الخامسة..
أما صلاة العشاء فهناك اختلاف كبير بين المراكز:
- فيهم من يجمع المغرب و العشاء في وقت المغرب في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا.
- فيهم من حدد ساعة معينة بعد المغرب لصلاة العشاء، تسمح للعديد من المصلين الحضور للمسجد.
- فيهم من أضاف ساعة و عشرة دقائق أو عشرين دقيقة بعد وقت المغرب ..
سؤالنا نحن في سويسرا: نتبع من رغم أن الإلتزام بدخول وقت العشاء و انتظاره ساعات فيه مشقة كبيرة على الناس، لأن ما بين العشاء و الصبح ثلاث ساعات على الأكثر، و مشقة ثانية لبعد المسجد عن سكنات الناس، و وجود مسجد واحد يؤمه أناس يأتون عن بعد عشرات الكيلومترات، و أحيانا يأتون في الحافلات (الباص)، الذي يتوقف دوامه قبل منتصف الليل، فيفضل الناس المكوث في بيوتهم، و هجر جماعة المسلمين..
و جزاكم الله خيرا
عن مركز الدراسات الإسلامية

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالبلاد التي يتمايز فيها الليل من النهار بطلوع الفجر وغروب الشمس يجب أن تصلى كل صلاة في وقتها ولا يصح الجمع بين المغرب والعشاء لمجرد تأخر وقت صلاة العشاء لعموم قوله تعالى: أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا {الإسراء:78} وقوله تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً{النساء: 103}

ولما ثبت عن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا سأله عن وقت الصلاة فقال له: صل معنا هذين يعني اليومين، فلما زالت الشمس أمر بلالا فأذن ثم أمره فأقام الظهر، ثم أمره فأقام العصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية، ثم أمره فأقام المغرب حين غابت الشمس ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق ثم أمره فأقام الفجر حين طلع الفجر، فلما كان اليوم الثاني أمره فأبرد بالظهر وصلى العصر والشمس مرتفعة أخرها فوق الذي كان، وصلى المغرب قبل أن يغيب الشفق، وصلى العشاء بعد ما ذهب ثلث الليل وصلى الفجر فأسفر بها، ثم قال: أين السائل عن وقت الصلاة؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله، قال: وقت صلاتكم بين ما رأيتم. رواه البخاري ومسلم .

ففي اليوم الأول صلى الصلوات في أول الوقت، وفي اليوم الثاني أخرها إلى ما قبل خروج الوقت ثم صلاها قبل أن يخرج وقتها وأخبر أن الصلاة بين هذين الوقتين.

إلى غير ذلك من الأحاديث التي وردت في تحديد أوقات الصلاة الخمس قولا وفعلا ولم تفرق بين طول النهار وقصره وطول الليل وقصره مادامت أوقات الصلوات متمايزة بالعلامات التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا بالنسبة لتحديد أوقات صلاتهم.

وعليه، فالذي نراه أن تصلوا كل صلاة في وقتها ولو شق الاجتماع في المسجد فلا مانع أن تصلي كل جماعة في مكانهم ويكونون قد حصلوا على أجر الجماعة لأن المسجد ليس شرطا لتحقق الجماعة في المذاهب الأربعة السنية.

وأما تأخير وقت صلاة الفجر إلى ما قبل الشروق بساعة فجائز وإن كان أداؤها أول الوقت أفضل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني