الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل تعين على الثبات والاستقامة

السؤال

فضيلة الشيخ الله يسلمكم، أنا شاب 24 سنة حفظت القرآن وكان عمري 14 سنة، ودرست علوم الدين والمدرسة العصرية وتخرجت في إحدى المعاهد الإسلامية باسم معهد الإمام أبي حنيفة لتأهيل المعلمين وأنا أرتكب بعض المعاصي من قبل استماع إلى الأغاني ومشاهدة الأفلام وتقصير اللحية والنظر إلى المحارم، ثم أتوب إلى الله عز وجل، بعد فترة قصيرة أرتكب مرة ثانية، فما هو الحل شيخي الفاضل، أريد منكم أن تنصحني وتأخذ بيدي لأنني أخاف أن يجرني الشيطان إلى الكبائر الأخرى، وهل بعد التوبة أدخل في سبعة يدخلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، شاب نشأ في طاعة الله؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئاً لك بما أنعم الله به عليك من حفظ القرآن ودراسة العلوم الدينية، ثم إنا نفيدك أن من أعظم أسباب الثبات والاستقامة والهدى والبعد عن المعاصي الاشتغال بتلاوة القرآن وسماعه ممن يجيده مع التدبر في حالتي التلاوة والسماع، والحرص على العمل به، فقد قال الله تعالى: وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا {النساء:66-67-68}.

ومن الوسائل أيضاً الدعاء وصحبة الأخيار وحضور مجالس العلم والوعظ التي ترقق القلوب وتزكى النفوس, ومنها دعوة الآخرين للاستقامة والاشتغال بالأعمال الصالحة وترهيبهم وتنفيرهم من الاشتغال بالرذائل، ومن الوسائل أيضاً التي تساعدك على قمع النفس كثرة النظر والتأمل في نصوص الوحي التي ترهب من عذاب الله، فإن العلم بها يقمع الأهواء كما يدل له الحديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً, وما تلذذتم بالنساء على الفرش, ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني.

وفي الدعاء المأثور: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك.

ومن الوسائل المهمة أن تحمل نفسك على معالي الأمور والازدياد من الخير، فحاول تعلم تفسير القرآن الذي حفظته, وحاول أن تتعلم المزيد من قراءاته المتواترة، وحاول أن تتعلم كتب السنة وتأخذ إجازة فيها.

وأما الشاب الناشئ في الطاعة فهو من لم تكن له صبوة شيطانية بل ظل مستقيماً على الطاعة في شبابه كذا قال شراح الحديث، ولكن التوبة الصادقة تمحو ما قبلها. وراجع في تحريم حلق اللحى وسماع الغناء المصحوب بالموسيقى وخطورة نظر الحرام، وفي المزيد عن أسباب الاستقامة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 59139، 21807، 39151، 71215، 66001، 54316، 31768، 24183.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني