الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقوال الفقهاء في حكم الاستمناء نهار رمضان وما يترتب على من فعله

السؤال

ما حكم الاستمناء في نهار رمضان ، وكيف يمكن التوفيق بين قول من يحرمه وحديث السيدة عائشة: (لا يفطر إلا الجماع). وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإن الاستمناء محرم في نهار رمضان وفي غيره، وهو في رمضان مفسد للصوم في مذهب ‏عامة الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة وأكثر الحنفية، لأن الإيلاج من غير إنزال ‏مفطر، فالإنزال بشهوة من باب أولى. واختلفوا في من فعله هل عليه كفارة الجماع مع القضاء، أم ‏عليه القضاء دون كفارة، فإلى الأول ذهبت المالكية وهو قول للحنابلة، وإلى الثاني ذهبت ‏الحنفية والشافعية وهو قول ثان للحنابلة، وهو الراجح إن شاء الله.‏
وأما ما ذكر عن عائشة فلم نقف عليه، ولو ثبت فإن غير الجماع يفطر كالأكل والشرب ‏وغير ذلك من المفطرات التي جاءت بها النصوص، وانعقد عليها الإجماع، فحصر ‏المفطرات في الجماع غير صحيح.‏
ثم إن القول بتحريم الاستمناء في نهار رمضان أو في غيره، والقول المنسوب إلى عائشة رضي الله عنها لا تعارض بينهما، لأن هذا الأخير إنما نفى الإفطار بغير الجماع، ولم يتعرض لحرمة الاستمناء أو جوازه.
وأما القول الأول فإنه أثبت تحريم الاستمناء، ولم يتعرض لحكم الإفطار أو عدم الإفطار، فلم يتواردا على محل واحدٍ، حتى يتعارضا ويشكل التوفيق بينهما.
والله أعلم.


‏ ‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني