الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من طرق التخلص من الوسوسة

السؤال

أرجو الرد على سؤالي وعدم إحالتي إلى أسئلة سابقة لأني قرأت معظمها ولكني موسوسة ولن أقتنع إلا برد على سؤالي شخصيا وأنا آسفة جدا على ذلك وأرجو التدقيق في كل ما يحدث لي فأنا في أشد الحاجة إلى إجابتكم خصوصا في هذه الأيام حتى أستطيع الاجتهاد في العشر الأواخر وأستحلفكم بالله أن تدعوا لي بالشفاء العاجل.
فضيلة الشيخ أنا فتاة على قدر جيد من الالتزام أصبت منذ سنوات بمرض الوسواس القهري الخاص بالسب في الذات الإلهية وكل ما هو مقدس ذهبت إلى مؤسس الطب النفسي في مصر وقال لي إني مريضة بهذا المرض وقد أخذت بعض الأدوية الطبية بعد أن أكد لي الطبيب أنه لا بد منها لأني أعاني المرض منذ فترة كبيرة فلا بد من الدواء حتى أشفى بإذن الله ولكني بعد فترة تركت العلاج ورغم معرفتي بأني مريضة إلا أنني دائما في خوف وقلق وذلك لعدة أسباب:
1-أفكر دائما أنه ربما أني لست مريضة وأنني أدعي ذلك وأذهب للطبيب لأقنع نفسي بأني مريضة حتى أبرئ نفسي أمام نفسي.
2-بعدما تركت الدواء وتوقفت عن المتابعة عند الطبيب زادت عندي أعراض جديدة فأنا اعتدت عندما أشعر أن إحدى هذه الأفكار ستأتي في عقلي أسرع بقول أي كلام حتى أصرف عقلي عن هذه الفكرة التي تقتحمه إلى أي موضوع آخر ولكن أحيانا عندما أفعل ذلك أجد نفسي أني قد نطقت بأول حرفين من السب الذي كان سيأتي في عقلي فهل هذا النطق هو ما استثناه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال إن الله تعالى تجاوز لأمته عن ما تفكر به ما لم تنطق به
فهل أنا في هذه الحالة أكون قد نطقت به فأخرج عن دين الإسلام؟
3-أكثر ما يقلقني أن معظم هذا السب يأتي عندما أكون في حالة غضب فأجد أن الشيطان يوسوس لي بأن ما حدث وضايقني بأن الله عز وجل هو السبب في ذلك ثم يأتي السب وهذا كله يحدث في لحظة بل أقل من الثانية ولكني أقسم بالله أني أعلم أن هذه الأفكار خاطئة ولا أشك في ذلك أبدا ولكني أجد أن السب مسيطر على عقلي ولا أستطيع دفعه وعندما أحاول إقناع نفسي بأن هذا نتيجة المرض لا أقتنع وأشعر أن ما حدث بكامل إرادتي . وأني إنسانة سيئة ولذلك فعندما ابتلاني ربي حدث هذا السب. فمثلا عندما أصاب فجأة بأي شيء مؤلم تأتي في عقلي هذه الفكرة بأن ما حدث لي من عند الله وعندها يأتي السب في عقلي. رغم أني أعرف أنه ابتلاء وأنا مؤمنة بذلك ولكن الفكرة والسب يأتيان في لحظة ولا أستطيع دفعهما وأنا أخشى أن يكون هذا بيدي وأني فقط أبرر لنفسي ما أفعله وأخشى أن يكون هذا يوافق هواي في هذه اللحظة التي أشعر فيها بالألم أو الضيق
وهكذا فإن أي أمر صعب يحدث لي أو حتى لغيري أفكر بأنه من عند الله ورغم أني أعلم أنه ابتلاء ورغم أني راضية به إلا أنني في لحظة وقوعه أجد ما يأتي في عقلي من سب الذات الإلهيه والعياذ بالله رغم محاولتي جاهدة لطردها لكني لا أستطيع . أخاف جدا أن يكون هذا ما أريد وأخاف أن أكون أنا من يقنع نفسي باني أحاول طردها لأبرر لنفسي ما يحدث
وعندما يحدث هذا أشعر أني كافر’ فأقوم وأنطق بالشهادتين وأغتسل لأدخل في الإسلام مرة أخرىوهذا يحدث أكثر من مرة في اليوم حتى اني أصبحت لا استطيع قراءة القران بتدبر وأصبحت أصلي بلا خشوع أو تفكير في معاني القران.
عندما أسمع أي من دروس الدين لأي شيخ ويذكر فيها بعض تعاليم الإسلام التي تحتاج إلى مشقة تأتي في عقلي أيضا هذا السب لله والإسلام ولكني والله غير راضية به ولست سعيدة بذلك. أخاف أيضا أن أكون أدعي ذلك الرفض لأبرر لنفسي ما افعله
4-أحيانا عندما يحدث مثل هذه المواقف وأحاول طردها عن طريق نطق أي كلمه أجد أن الكلمة التي نطقتها تبدأ بنفس الحرف الذي يبدأ به السب الذي ورد في ذهني فأشعر أني ربما كنت سأنطق السب
5-إذا كان هذا مرضا بالفعل فهل من الواجب علي الذهاب إلى الطبيب مرة أخرى وهل ينالني إثم عند عدم ذهابي أم هل استطيع الاكتفاء بالدعاء وطلب الشفاء من الله .
علما بأن معظم هذه العقاقير لها آثار جانبيه سيئة
أنا آسفة جدا للإطالة وأرجو منكم الرد على سؤالي وعدم إحالتي إلى الاسئله السابقة
جزاكم الله خيرا كثيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نهنئك بما أعطاك الله من الالتزام، ونسأل الله لك العافية والسلامة من الوسوسة، ونفيدك أن أحسن ما يساعدك على التخلص من هذا الأمر هو أن تبتعدي عن الفراغ، وأن تبرمجي لك برنامجا يشحن وقتك ويشغل ذهنك، وأن لا تنفردي بنفسك، بل احرصي على مجالسة الخيّرات الملتزمات اللاتي يذكرنك إن غفلت، فبرمجي مع بعضهن برنامجا لطلب العلم ومدارسته ودعوة النساء للاستقامة والتوبة، واحرصي على الزواج إن لم تكوني متزوجة.

وأكثري من تلاوة القرآن وسماعه من الأشرطة المرتلة، ومن تدبر معانيه والتفكر في أمور القبر والآخرة وأحوال أهل الجنة وأهل النار، وواظبي على الأذكار والتعوذات المأثورة مقيدة كانت أو مطلقة، فإن الذكر يحصن العبد من الشيطان، واعلمي أن بعدك عن النطق بكلمة ذكرت منها حرفين يدل على كراهتك لهذا الأمر وبالتالي، فإنك لا تكفرين به.

ولا حرج عليك في ترك استعمال الدواء إن كانت له آثار سلبية، واستعملي الأدوية التي ليس لها تأثير سلبي كزمزم والرقية الشرعية.

وراجعي الفتاوى التالية أرقامها:3086، 12400، 33860، 78245، 31887.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني