الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحدود زواجر إصلاحية

السؤال

أريد معرفة العقوبة كالحدود في الإسلام و قوانينا الوضعية بشكل عام عادة تفرض فقط للردع وللتخويف فقط أم حتى للإصلاح وان كانت للإصلاح كيف ذلك لمن أعدم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعقوبة مثل الحدود في الإسلام والتعازير إنما وضعت لما تجلبه من الزجر والردع عن ارتكاب المخالفات. قال الماوردي في الأحكام السلطانية: والحدود زواجر وضعها الله -تعالى- للردع عن ارتكاب ما حظر، وترك ما أمر به؛ لما في الطمع من مغالبة الشهوات الملهية عن وعيد الآخرة بعاجل اللذة , فجعل الله -تعالى- من زواجر الحدود ما يردع به ذا الجهالة حذرا من ألم العقوبة وخيفة من نكال الفضيحة ليكون ما حظر من محارمه ممنوعا، وما أمر به من فروضه متبوعا فتكون المصلحة أعم والتكليف أتم, قال الله -تعالى-: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، يعني في استنقاذهم من الجهالة, وإرشادهم من الضلالة وكفهم عن المعاصي وبعثهم على الطاعة.

وكون الحدود زواجر لا يتنافى مع ما يراد منها من الإصلاح ولو أدت إلى الإعدام، بل إنها هي الإصلاح بعينه إذا أحسن استخدامها، لما فيها من صيانة دماء المجتمعات والحفاظ على أمنهم وأعراضهم وأموالهم. وذلك لأن من تسول له نفسه ارتكاب الجريمة، إذا تحقق من أنه سيؤاخذ بجريمته فلا بد أن يكف عنها خوفا مما سيلحقه من تبعتها، وبذلك يستتب الأمن ويسود الهدوء والاطمئنان، وتطيب الحياة وتتم النعمة بانقماع أهل الشر والفساد، وصدق الله عز وجل حيث يقول: وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ [البقرة: 179].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني