الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسوسة في الطهارة من تخييل الشيطان وكيده

السؤال

أنا أعاني من سلس البول من فترة طويلة لكن سلس البول عندي ليس مستمرا، أي أنه بعد قضاء الحاجة يبقى هناك إحساس بخروج البول ويمتد هذا الإحساس إلى نصف ساعة، أنا حقيقة لا أعلم ما علي فعله لقد تعبت وأصبحت أعاني معاناة شديدة لأنني أعلم أنني سوف أنتظر هذه المدة عند كل فريضة، هذا بالإضافة إلى وساوسي في الوضوء والصلاة، هي سلسله متواصلة من العذاب، بالإضافة الى التحفظ قبل ارتداء الملابس ووضع المناديل عند كل صلاة، يا شيخ أنا أهملت صلواتي بسبب الملل والتعب، لأنني بالأول كنت فقط بعد قضاء الحاجة أنتظر قليلا بعد دلك العضو مرة أو مرتين ثم أقوم أتوضأ وأصلي وأنتهي، لكن الآن أنا لا أعلم ماذا أفعل أنا سألت أحد الشيوخ لدينا بالسعودية وهو صاحب موقع معروف على الشبكة بعد ما شرحت لهم حالتي أفتوني بهذا (( نسأل الله تعالى لك الشفاء والمعافاة، والأمر يسير لكن الإنسان هو الذي يشدد على نفسه، ويشق عليها، وإلا فدين الله تعالى يسر لا حرج فيه .
ونحن ننصحك بما يلي:
1- إذا قضيت حاجتك فلا تنتظر مدة طويلة، ولا تعصر ذكرك ولا تسلته، ولكن استنج وقم، وإذا شعرت بأن شيئا يخرج منك فلا تهتم به، ولا تفتش ولا تنظر، سواء شعرت بذلك قبل الوضوء أو بعده، أو في الصلاة، ولا تستعمل هذا البالون ولا تتحفظ .
2- إذا اغتسلت للجنابة، فارتدِ ملابسك، ثم توضأ ولا تهتم ولا تلتفت لأي شعور أو إحساس بخروج البول .
3- أكثر من الدعاء بأن يشفيك الله ويعافيك ويصرف عنك كيد الشيطان .
والله أعلم . ))
هل آخذ بهذه الفتوى ؟ أرجو منكم الرد وعد إهمال رسالتي، لأنني أرسلت لكم من قبل ولم تجيبوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما أفتاك به الشيوخ المذكورون صواب؛ لأن ما تعاني منه مجرد إحساس بسبب الوسوسة في الطهارة، وهو من تخييل الشيطان وكيده للمسلم ومحاولته التشويش عليه في جميع عبادته وخصوصا الطهارة؛ لأنها شطر الإيمان ومفتاح الصلاة؛ كما في الحديث الصحيح.

ومما يجب التنبيه هو أن التعب والملل والوسوسة وغير ذلك من الأمور النفسية ليست مبررا لترك الصلاة أو التهاون بها ما دام المرء يتمتع بعقله، فلتحافظ على صلاتك في المستقبل، ولتقض ما تركت منها إن كنت تركت منها شيئا. واعلم أن إهمالك للصلاة هو هدف الشيطان من وسوسته إليك فلا تطعه ولتثق بالله تعالى ولتتوكل عليه ولتكثر من فعل القربات التي تزيد إيمانك وتبعدك عن القلق كقراءة القرآن وصلاة النوافل والمحافظة على الأذكار.

واعلم أن علاج الوسوسة ليس في الاسترسال معها والانقياد لها، وإنما علاجها في الالتجاء إلى الله تعالى في صرفها والاستعاذة به منها والإعراض عنها مع قراءة المعوذتين باستمرار، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 25531، 38269، 38269. والفتوى رقم: 61424، والفتاوى المحال عليها فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني