الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة بين الرجل والمرأة عن طريق الشات

السؤال

تعرفت على شاب من الشات وهو من غير جنسيتي كانت علاقتي فيه في البداية علاقة أخوة وبعد ذلك تطور الأمر إلى حب وتعلق به وهو أيضا صارحني بحقيقة مشاعره مع العلم يا والدي / والدتي أنني كنت على علاقة بشاب قبله واكتشفت من أول مكالمة هاتفية أنه يخدعني وانقطعت علاقتي به منذ ذلك اليوم مع أنه حاول الاتصال بي أكثر من مرة لكنني لم أجب عليه والشخص الذي أحبه الآن يعلم كل شئ عن علاقتي السابقة وقف بجانبي طوال صدمتي فيه أنا يا والدي لم أفكر يوما أن أدخل الشات ولم أفكر أيضا أن أتعرف على شباب لكنني لا أعلم ما الذي جعلني أفعل ذلك أنا الآن أشعر بتأنيب الضمير لكنني لا أستطيع أن أترك الشخص الذي وقف بجانبي لا أستطيع أن أقول لشخص اتركني بعد أن أحبني وتعلق بي أنا كل يوم أطلب من الله أن يسامحني ويغفر لي صارحت الذي أحبه بأنني أشعر بتأنيب الضمير وقال لي إذا كنت أنا سببا في ضيقتك وتأنيب ضميرك سوف أبتعد عنك لأنني أريد راحتك لكنني قلت له لا أريد أن أبتعد عنه قلبي لا يطاوعني بأن أصدمه أو أظلمه معي والدي لا أعلم ماذا أفعل ؟ إن ابتعدت عنه هو يعرف رقم تليفوني لكنني طلبت منه أن لا يتصل بي وأن لا يرسل لي أية رسائل وهو وعدني وإلى الآن لم يتصل بي مع العلم أن علاقتي به عبر المسنجر ورسائل على الإيميل أنا أحبه يا والدي ولا أستطيع أن أستغني عنه ولو طلبت منه الزواج بي سوف يرفض أهلي وأيضا أعتقد أن أهله سوف يرفضونني ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي أن تعلمي أولا أن الحب بين الرجل والمرأة إذا كانت أجنبية عنه وإقامة علاقة بينهما حرام ولا يقرها شرعنا. وراجعي ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية : 5707 ، 1072 ، 30194 ، 24284 .

ولمعرفة كيفية علاج العشق انظري الفتوى رقم : 9360 ، وبناء عليه فيجب عليك قطع كل أنواع الاتصال بذلك الفتى، سيما وأن السبيل إلى زواجكما تكتنفه جملة من العوائق كما ذكرت. واعلمي أن هذه المعصية إن لم تقلعي عنها ربما جرتك إلى ما هو أعظم منها وأشنع، لأن المعاصي يجر بعضها بعضا، ولا يستهان بشيء منها مهما ظنه المرء خفيفا لأن عاقبته ستكون مؤلمة ، وكذا يجب عليك ترك تلك الوسائل التي قد تفضي بك إلى مثل ذلك كالدخول إلى الشات وغيره سدا للذريعة الحرام. فاتق الله تعالى في سمعك وبصرك، واسأليه أن يرزقك زوجا صالحا تقر به عينك وتسعد به نفسك ويعفك عن الحرام، ومن يتق الله ييسر أمره ويفرج كربه ويرزقه من حيث لا يحتسب كما قال تعالى : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق: 2 ـ 3 } .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني