الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما درجة حديث: (الأزد أسد الله في الأرض يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم وليأتين على الناس زمان يقول الرجل ياليت أبي كان أزديا ًياليت أمي كانت أزدية)؟وما تفسيره؟
وجزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد روى هذا الحديث الترمذي في سننه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الأزد أسد الله في الأرض، يريد الناس أن يضعوهم، ويأبى الله إلا أن يرفعهم، وليأتين على الناس زمان يقول الرجل: يا ليت أبي كان أزديا ، يا ليت أمي كانت أزدية . قال الترمذي عقب روايته له : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وروى هذا الحديث بهذا الإسناد عن أنس موقوفا وهو عندنا أصح . وضعف الشيخ الألباني هذا الحديث في كتابه ( ضعيف الجامع الصغير )

وقد ورد في فضل الأزد حديث صحيح رواه الترمذي أيضا قبيل هذا الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والأمانة في الأزد- يعني اليمن- . وأصح من هذا ما روى البخاري ومسلم في فضل أهل اليمن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة، وألين قلوبا. الإيمان يمان، والحكمة يمانية ، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم .

وأما معنى حديث : الأزد أسد الله ، كما في تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي للمباركفوري قوله : الأزد . أي أزد شنوءة . في القاموس: أزد بن الغوث، وبالسين أفصح، أبو حي باليمن، ومن أولاده الأنصار كلهم . أزد الله . أي جنده وأنصار دينه قد أكرمهم الله بذلك فهم يضافون إليه : أن يضعوهم . أي يحقروهم ويذلوهم، ويأبى الله إلا أن يرفعهم، أي ينصرهم ويعزهم ويعليهم على أعداء دينهم . اهـ .

ورواية الترمذي -كما ذكرناها سابقا- بلفظ : أسد الله . وجاء بالرواية التي شرح عليها المباركفوري أزد الله . في معجم الطبراني .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني