الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسلمون مطالبون بتحكيم الشريعة ولو كان نصف السكان نصارى

السؤال

إذا كانت البلد نصفها مسلم ونصفها الآخر مسيحي فهل يطالب المسلمون بتطبيق الشريعة حتى على المسيحيين ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالمسلمون مطالبون بتطبيق شريعة الإسلام في كل مكان لهم فيه سلطان ونفوذ واستطاعة.
وهم يطبقون شرع الله فيما بينهم في جميع شئون حياتهم، وإذا كانت لهم الدولة طولبوا بتطبيق الشريعة على الجميع من مسلم أو كتابي، وذلك بإلزام الكتابي بدفع الجزية والخضوع لراية الإسلام، ضمن الشروط المقررة في التعامل مع أهل الذمة، من عدم إظهارهم لشعائرهم، وعدم تعرضهم لمسلم بفتنة وغير ذلك.
وإذا جرى بين النصارى خصومة وتنازع ثم تحاكموا إلى المسلمين، فللمسلمين أن يعرضوا عنهم، ولهم أن يحكموا بينهم، وإذا حكموا بينهم وجب عليهم أن يحكموا وفق الشريعة الإسلامية، وللنصارى أن لا يتحاكموا إلى المسلمين، بل يتحاكموا إلى علمائهم هم وأهل ملتهم.
وإن كانت الخصومة مع مسلم لزم التحاكم إلى قضاة المسلمين. وليعلم أن تحكيم الشريعة الربانية يحقق العدل والأمن والاطمئنان لجميع أفراد المجتمع من المسلمين وغيرهم، وقد أقر النصارى المنصفون بذلك.
بل كان حكم المسلمين لهم خيراً من حكم أبناء طائفتهم وملتهم، كما شهد بذلك نصارى مصر والشام إبان فتح المسلمين لبلادهم.
ولا عجب في ذلك، فهي شريعة الله الحكيم العليم الرحمن الرحيم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني