الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في فضيلة الصف الأول والمبادرة إليه

السؤال

ما حكم الصلاة في الصف الأول، وهل يجب أن يصل بنا الأمر إلى حد التشاجر، وهل يكتب الثواب لمن صلى في الصف الأول أكثر رغم أنه أتى متأخراً عن الموجودين في الصفوف الموالية، وما تصنيف الأحاديث في هذا الموضوع؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد جاءت أحاديث كثيرة بفضيلة الصف الأول والمبادرة إليه، ومنها ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لا ستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العمتة والصبح لأتوهما ولو حبوا.

والمقصود بالصف الأول بينه الحافظ ابن حجر في الفتح بقوله: والمراد به ما يلي الإمام مطلقاً، وقيل: أول صف تام يلي الإمام؛ لا ما تخلله شيء كمقصورة، وقيل: المراد به من سبق إلى الصلاة ولو صلى آخر الصفوف، قال ابن عبد البر: واحتج بالاتفاق على أن من جاء أول الوقت ولم يدخل في الصف الأول فهو أفضل ممن جاء وزاحم إليه. ولا حجة له في ذلك كما لا يخفى. قال النووي: القول الأول هو الصحيح المختار وبه صرح المحققون، والقولان الآخران غلط صريح. انتهى.

وعليه.. فالمقصود بالصف الأول هو الصف الذي يلي الإمام مباشرة، فمن صلى فيه حصل بإذن الله تعالى تلك الفضيلة المترتبة على ذلك، ولكن من جاء إلى المسجد مبكراً فله أجر تبكيره ولو صلى في آخر الصفوف، وقولك (وهل يجب أن يصل الأمر بنا إلى حد التشاجر؟) فالجواب: أنه إذا تساوى اثنان في أحقية الدخول في الصف الأول ولم يسمح أحدهما للآخر به فإن الحديث قد دل على أنهما يقترعان، وتفصل بينهما القرعة، وهذا يدل على أن التنازع بهذه الصورة لا شيء فيه، ولكن لا يؤدي ذلك بهما إلى فساد النفوس، لأن الحفاظ على سلامة القلوب أعظم من الصلاة في الصف الأول.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني