الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغيبة من الكبائر وتنقص من أجر الصائم

السؤال

هل الغيبة والنميمة أثناء الصيام تفطران، وهل نفس الحكم إذا كانت هذه الغيبة على أحد أفراد الأسرة مع أحد آخر من نفس أفراد الأسرة، على الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت مع أحدهم مثلا؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الغيبة محرمة باتفاق المسلمين وهي كبيرة من كبائر الذنوب سواء كانت في حق الأقربين أو غيرهم، إلا أنها ليست من المفطرات لكنها تنقص أجر الصائم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الغيبة كما عرفها العلماء وكما جاء في الحديث هي أن يذكر المسلم أخاه المسلم بما يكره وهو فيه، فإن لم يكن ما ذكر فيه فذلك البهتان، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة فقال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته. رواه مسلم.

والغيبة محرمة بالكتاب والسنة والإجماع، وعدها كثير من العلماء من الكبائر، وقد شبه الله تعالى المغتاب بآكل لحم أخيه ميتاً، فقال: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {الحجرات:12}، وسواء كان من اغتيب قريباً في النسب أم لا، ومع أنها من كبائر الذنوب إلا أنها ليست من مفسدات الصوم، أي أن من اغتاب شخصاً وهو صائم لا يعتبر ذلك مفطراً له، لكنها تنقص أجره، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 37376.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني