الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاينة ملك الموت... ونزع روح المؤمن والكافر

السؤال

هل كل من يموت يرى بعينيه ملك الموت سواء كان كافراً أم مؤمنا ونزعته للروح بالنسبة للمؤمن هل تكون بنفس الشدة التي للكافر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه لا دليل على أن كل من مات يشاهد بعينه الملائكة التي تنزع أرواح بني آدم، ولا مانع من اختصاص بعض الناس بذلك، كما في قصة موسى مع ملك الموت، وهي كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فقال: أجب ربك. قال: فلطم موسى عين الملك ففقأها..".
أما نزع روح المؤمن والكافر فبينهما فرق كبير، لأن الملائكة تنزع أرواح الكفرة نزعاً شديداً بلا رفقة ولا هوادة، قال تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ) [الأنعام:93].
وقال: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) [الأنفال:50].
فدلت الآيتان على أن الصورة التي يتم بها قبض روح الكافر تتم في منتهى الشدة والعنف، وأما قبض روح المؤمن فيكون في يسر وسهولة، كما في حديث البراء بن عازب: "… أن روح المؤمن تخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، وأن روح الكافر تتفرق في جسده، فينتزعها - أي ملك الموت - كما يُنْتَزَع السُّفود الكثير الشعب من الصوف المبلول، فتقطع منها العروق والعصب… الحديث" أخرجه أبو داود والحاكم وأحمد.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني