الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يذكر الله إذا رأى ما يعجبه من كافر

السؤال

هل يجوز إذا رأيت شيئاً أعجبني من كافر أن أقول له في نفسي اللهم بارك له؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الكافر المسالم معاهداً كان أو ذمياً محترم الدم والمال والعرض، ولا تجوز أذيته أو الاعتداء عليه أو الضرر به بغير حق شرعي، فقد روى أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة. وفي رواية: من آذى ذمياً فأنا خصمه. فهذه النصوص تدل على أن الكافر المسالم لا تجوز أذيته بالعين ولا بغيرها، فإذا رأى المسلم ما يعجبه من أخيه المسلم أو من الكافر المسالم فليقل ما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم من الأذكار التي ينبغي أن نقولها في مثل هذه الحالة لئلا نوذي بالعين من لا يستحق الأذية، فمن ذلك قول الله تعالى: وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا {الكهف:39}، وما رواه أبو يعلى في مسنده والبيهقي في الشعب عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنعم الله تعالى على عبد نعمة من أهل ومال وولد فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى آفة دون الموت. وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل أكثر في الفتوى رقم: 33932.

وهذا -كما قلنا- لئلا يضر غيره من إنسان محترم أو حيوان بعينه، فإن العين حق والكافر الذمي أو المعاهد يدخل في ذلك لأنه محترم الدم والمال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني