الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثبوت براءة الرحم عن طريق الأجهزة الحديثة لا يسقط العدة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم...المرأة بعد طلاقها تعتد كما هو معروف. لكن هناك تكنولوجيا متطورة لمعرفة رحم المرأة هل هي حامل أم لا. علي ذلك إن كان الحكمة من مشروعية عدة المطلقة معرفة عدم الحمل فهذا ممكن قبل انتهاء العدة أو بعيد الطلاق. فما إيضاح هذه المسالة من منظور إسلامي؟ والسلام عليكم و رحمة الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن التحقق من براءة رحم المعتدة بواسطة الأجهزة الحديثة والوسائل المتطورة لا يعتبر شرعاً، ولا يستند إليه في ذلك، ولا يصح أن يكتفى به عن العدة التي فرضها الله تعالى على المعتدات، حتى لو افترضنا أن تحقق البراءة هو الحكمة الوحيدة من مشروعية الاعتداد وتأكدنا مائة بالمائة من صدق معلومات الأجهزة تلك، وحتى لو اتفق كل من الزوجين على إسقاط حقه في العدة. وذلك لأن الله تبارك وتعالى قال بعد ذكر الطلاق، والأمر بإحصاء العدة، والنهي عن إخراج المعتدات من بيوتهن:
(وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) [الطلاق: 1].
على أن العدة لها حكم كثيرة غير معرفة براءة الرحم، فمن تلك الحكم تهيئة فرصة للزوجين لإعادة الحياة الزوجية إن رأيا أن الخير في ذلك، ومنها التنويه بفخامة النكاح، حيث لم يكن أمرا ينتظم إلا بجمع الرجال وإعلانه وإظهاره فلا ينفك إلا بانتظار طويل، ولولا ذلك لكان بمنزلة لعب الصبيان، ينظمونه ثم يفكونه في الساعة، وغير ذلك من الحكم التي لا يعلمها إلا الله، فالاكتفاء بتلك الأجهزة عن العدة التي حددها الله تعالى وبينها في كتابه العزيز أوضح بيان وأتمه مصادم لنصوص القرآن الكريم، ومفوت للحكم الكثيرة التي من أجلها وجبت العدة على المطلقات. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني